responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 142

التي ولدته، ثم هي التي ترعاه وتحتضنه وترضعه، ومن ثم تتسع هذه العلاقة لتعود إلى الأب الذي أخرج الإنسان من صلبه بادئ بدء، ومن ثم إلى الآخرين؛ حسب مواقعهم وأدوارهم المتنوّعة.

فكان حريًّا بالإنسان أن يرسم علاقته بغيره، ابتداءً من ترسيم علاقته بالله سبحانه، فينظمها ويجعل لها ضوابط محدّدة. وهذا الترسيم قد كفانا الرب عناءَه، حيث أكَّد على ضرورة أن تكون علاقةالإنسان بأُمّه علاقة شكر، لأنها حملته وهنًا على وهن واحتضنته وسهرت عليه وأتعبت نفسها من أجله ووهبته من عصارة حياتها. وكلّ هذا العناء قد بذلته الأُم لينمو ابنها الصغير ويترعرع، مع أمنياتها له بالسعادة والسرور، ودفاعها عنه دفاع المستميت.

لا شكر مع شرك‌

ولكن الشكر مع كلّ ذلك ينبغي أَلَّا يتحوّل إلى طيف من أطياف الشرك؛ أي إلى الطاعة المطلقة، وإلى العبوديّة. وقد تقدّم القول، بأن الطاعة والعبوديّة لا تكون إلَّا لله سبحانه وتعالى. وإذا كان الله قد أمر بطاعة الوالدين، فإنما نُطيعهما طاعةً له عزّ اسمه.

أمّا إذا اختلفت الحالة، فأمر أحد الأبوين بما يخالف أمر ربّ العالمين؛ أي بالقيام بعمل لا يرضاه الله ويتنافى مع طاعته .. إذ ذاك يكون الإنسان أمام مفترق طرق؛ فإمّا أن يعبد الله أو يعبد أباه .. فإذا عبد أباه، خرج عن طاعة الله، وتورّط في رذيلة الشرك. علمًا أن للشرك درجات ومستويات؛ منها شرك الركوع والسجود، ومنها شرك الطاعة التي لا تصب في طاعة الله تعالى .. فيما الله قد حرّم على الإنسان أن يرسم لنفسه خارطة الطاعة، ولم يُجز له أن يُشرّع لذاته قانونًا يخرج به عن قانونه هو عزّ وجلّ، وهو القائل في محكم‌

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست