أنه
ليس غير رؤيتهم تلک الوجوه التي قالوا عنها: (لو سألت الله أن يزيل جبلاً
من مکانه لأزاله) کما في صحيح مسلم وغيره، فلمَ يغضّ البخاري بذکرهم؟ وأما
قول ابن حجر: ذکر أهل السِّيَر ومنهم ابن إسحاق: أن النبي صلى الله عليه
[و آله] وسلم بعث عليًّا إلىأهل نجران ليأتيه بصدقاتهم وجزيتهم. فقد
سبق له في کتاب المغازي في شرحه لحديث جابرع وفيه قوله: (فقدم علي بن أبي
طالب رضي الله عنه بسعايته)، فقال ابن حجر: وقوله هذا (وقدم علي بسعايته)
بکسر السين المهملة، يعني ولايته على اليمن، لا بسعاية الصدقة[1]. قال
النووي تبعاً لغيره: لأنه کان يحرم عليه ذلک کما ثبت في صحيح مسلم في قصة
طلب الفضل بن العباس أن يکون عاملاً على الصدقة، فقال له النبي صلى الله
عليه [و آله] وسلم: إنها أوساخ الناس. فکيف يصح قوله: بعث عليًّا إلى أهل
نجران ليأتيه بصدقاتهم وجزيتهم. هذا عن البخاري، وأما ابن سعد في کتابه الطبقات[2] فقد طوى ذکر المباهلة بأهل البيت، فلم يشر إليها من قريب أو بعيد. وأما ابن هشام فهو أيضاً على شاکلته في کتمان أمر المباهلة، فقد ذکر ــــــــــــــــ