التفاسير
عن عبدالله بن عباس وغيره أنها في الخمسة أهل الکساء ما مرَّ عن الحاکم
النيسابوري، وأنها کالمتفق على صحَّتها بين أهل التفسير والحديث کما
مرَّعن الرازي ذلک، ونضيف إلى قوله ـ وبالأحرى نصحِّح له قوله ـ أن ذلک
مما اتفق على تصحيحه غير واحد من أهل التفسير والحديث والتاريخ بل وحتى کتب
الأدب، فهذا أبو الفرج الأصفهاني في کتابه الأغاني روى الحديث بسبعة
أسانيد، وقال في بعضها: وحدثني به جماعة آخرون بأسانيد مختلفة، واللفظ يزيد
وينقص. وللإخبات بصحَّته فقد أرسل إرسال المسلمات کما في تفاسير
الرازي، والقرطبي، والنسفي، وابن جزي، والشربيني، والجلالين، وفي غيرها
کتاريخ ابن الأثير، ومختار الأغاني لابن منظور، وغيرها وغيرها. وفعل ذلک
الخوارزمي الحنفي بعد أن روى الحديث بأسانيد متعددة، ثم ذکر المراسيل،
وحتى نظمه الشعراء، واحتج به المتکلمون والفقهاء. أقول: مع هذا کله لم
يسلم الحديث من کيد الحاسدين المعاندين، وحقد الحاکمين الماکرين، ومن يلهث
في رکابهم من الضالعين الضالين، فتجاهله بعض وشوَّهه آخر، ودسَّ فيه ثالث،
وحرَّفه رابع، ولعل هناک خامساً وسادساً وسابعاً يجدهم الباحث
المتتّبع،أتدري لم ذلک کله؟ والجواب بکل بساطة: لأن الحديث کما يقول الزمخشري في کشافه: لا دليل أقوى من هذا على فضل أصحاب الکساء، وهم علي وفاطمة والحسنان.