أصحابه ومريديه، حتى إنَّ فريد العطار ذکر في تذکرته أنَّ الخضر کان يعلِّمه.[1] وسواء
صحَّ هذا الغلو أم لا، إلا أنّا أردنا بما ذکرناه عنه إشارة إلى أنَّ
القول بالتفضيل ليس من مختصات الشيعة الإمامية، ليطبِّل بذلک من أراد
التشهير بهم والتجني عليهم، مستقلاً سذاجة الرعاع وهملجة الأتباع ممن
ينعقون مع کل ناعق، أمثال ابن تيمية وابن حزم وابن روزبهان وأضرابهم. أمّا
الشيعة الإمامية فلهم حجتهم التي ثبتت بالکتاب والسنّة، ولعل أوفى من کتب
في ذلک هو شيخ الإمامية وکبيرهم في عصره، وهو الشيخ المفيد محمد بن محمد بن
النعمان العکبري البغدادي المتوفى سنة 413 هـ، فقد کتب رسالة خاصةفي هذا
الموضوع، يحسن مراجعتها لمن أراد، وهي مطبوعة ضمن مجموعة من رسائله في
النجف الأشرف،وأول المجموعة المسائل الجارودية، وآخرها المسائل السروية،
والرسالةالمشار إليها هي السابعة من المجموعة، وله في کتابه أوائل
المقالات[2]کلام في المفاضلة بين
الأئمة والأنبياء، استعرض فيه مقالات فرق الشيعة،ويظهر منه الميل إلى
التفضيل، کما أنَّ الحافظ السروي في متشابهات القرآن ومختلفه[3] حُکي عنه القول بذلک، وأنَّه قول أکثر الشيعة الإمامية.... ثم ذکر ـــــــــــــــــــ