responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قبس في تفسير القرآن نویسنده : الخوئي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 67
نحو الحقيقة، ومن دون أن يكون فيه أي تسامح أو عناية، فإنه الذي يختم على قلب الكافر وسمعه ويجعل على بصره غشاوة. وليس في ذلك ظلم، لأنه لم يكن لعبا ومن غير مبرر، بل كان جزاءا ونكالا له على إصراره على الكفر وعناده للحق.
فإن الذي يكون منافيا للعدالة هو الحرمان من الهداية منذ البداية بأن يخلقه شقيا بحيث لم يجعل فيه صلاحية الهداية من حين خلقه بأن يخلقه عاريا عن الفطرة، وامّا إذا خلقه كغيره من بني نوعه فجعل فيه العقل وصلاحية الهداية جنبا إلى جنب الشهوة والهوى، وبعث له الأنبياء والرسل حاله في ذلك حال الذين آمنوا، لكنه وبسبب اتباعه لهواه وقتله لقوّته العاقلة أو سحقه عليها، آثر الشقاوة على السعادة، فاتبع الشيطان وترك عبادة الرحمن، واندفع نحو ما يأمره هواه، معرضا عن نداء الحق وصيحات الأنبياء، ثم أصرّ على ذلك وعاند، لم يكن في مؤاخذته على ذلك بأي نحو من انحاء العقاب، سواء في ذلك الختم على قلبه وسمعه-بمعنى حرمانه من الهداية فيما بعد ذلك-أو العذاب العظيم أو هما معا، ظلما موجبا للاخلال بالعدالة، فإنه عقاب على فعل فعله العبد باختياره وقام به من غير إكراه له.
و إلى هذا الذي ذكرنا يشير قوله تعالى‌ { بل طبع اللّه عليها بكفرهم } [1]، { ذلك بما قدّمت يداك وأنّ اللّه ليس بظلاّم للعبيد } [2].
ثم الظاهر أن الواو في قوله‌ { و على سمعهم } حرف عطف وليست استثنافية-و إن زعمه بعضهم-فالسمع معطوف على القلب، فهو مختوم عليه لا على البصر كي يكون مغشيا عليه، ويشهد لما ذكرناه قوله تعالى: { أفرأيت من }

[1]النساء، الآية: 155

[2]الحج، الآية: 10

نام کتاب : قبس في تفسير القرآن نویسنده : الخوئي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست