{ الإحسان إلاّ الإحسان } [1].
و لعل إلى هذا المعنى يشير قوله تعالى: { و اخفض لهما جناح الذّل من الرّحمة وقل رّب ارحمهما كما ربّياني صغيرا } [2]. { و ذي القربى } فيجب
الإحسان إليهم وصلتهم، إذ بدون ذلك لا يستقيم للاجتماع نظام وللمجمتمع وحدة
وترابط، فإن من لم يصل قرباه وهم أقرب الناس إلى لحمه ودمه ولا يعطف عليهم
لا يعطف-و بحسب طبعه-على الغريب والأجنبي عنه. { و اليتامى } اليتيم هو الصغير الفاقد الأب من الإنسان، وقيل يطلق على فاقد الام أيضا إلا أنه شاذ.
و يرد لغة بمعنى المنفرد والمنقطع، ومنه الدرة اليتيمة.
و اليتيم في عداد من تجب رعايته رعاية خاصة لسدّ الفراغ الحاصل لديه نتيجة
فقده لأبيه ولتدارك ما فاته من عاطفته وحنانه ورعايته، قال: تعالى: { فأمّا اليتيم فلا تقهر } [3].
ثم إن جعل اليتيم قسيما للمسكين وفي قباله يشهد لعدم اعتبار المسكنة في
ثبوت الحكم له، وإن الإحسان إليه ليس بلحاظ عوزه المادي ونقص مورده- وإن لم
يكن ذلك نادر الوجود-و إنما هو بلحاظ شيء أسمى منه ألا هو العطف عليه
والعنايد به عنايه صحيحة تجعله كغيره من ذوي الآباء من العناصر الجيدة في
المجتمع، بحيث يحتل كغيره دوره الطبيعي فيه، ومن غير احساس بالنقص أو
التخلف. { و المساكين } و هم من اسكنتهم الحاجة، فيجب العطف عليهم والأخذ