إذا صدر من النائم والمجنون وأمثالهما. وتسمّی هذه الدلالة بالدلالة التصدیقیة الاستعمالیة عند القوم، وبالوضعیة عندنا. الثالثة:
دلالته علی أنّ المعنی الذی استعمل فیه اللفظ مراد جدّی للمتکلّم
وأنّاستعماله فیه لم یکن بداعی غیر الجدّ، کالهزل والمزاح وأمثالهما. ثمّ إنّ الدلالة الأولی لاتزول عن الکلام أبداً، بداهة أنّ کلّ لفظ دال علی معناه الأفرادی فی جمیع الأحوال. وأمّا
الدلالة الثانیة فتحققّها یتوقّف عیل فراغ المتکلّم من کلامه، وعدم
إتیانه فیه بالقرینة علی خلاف مقتضی الوضع، وبعد تحقّقها لاتزول بورود
القرینة علی خلافه، فانّ القرینة المنفصلة تکشف عن أنّ ما أظهره المتکلّم
من المعنی لم یکن مراداً جدّیاًله، لا أنّه لم یکن فی مقام إظهاره. ومن
هنا یظهر أنّ الدلالة الثالثة ترتفع من حین وصولها، وتکشف عن أنّ ما أظهر
المتکلّم من المعنی لم یکن مراداًجدّیاًله من الأول علی ما ذکرناه فی
البحث عن دوران الأمر بین التقیید والتخصیص.[1] وما عن المشهو ر من أنّ القرینة المنفصلة لا توجب ارتفاع الظهو ر، وإنّما توجب ارتفاع حجّیته لایمکن المساعدة علیه. المقدّمة
الثانیة: أنّ التعارض لایکون إلّا بین الحجّتین، بحیث یکون کلّمنهما فی
نفسه حجّة وکاشفاً عن المراد الجدّی للمتکلّم، فانّه لا معنی لمعارضة
الحجّة بما لایکون حجّة وکاشفاً فی نفسه، ومن هنا ذکرنا سابقاً[2]أنّه لامعارضة ـــــــــــــــــــــــــ