نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 422
قال فی
الروضتین : فی هذه السنة (و هی سنة أربع و ثلاثین) سار أتابک الشهید إلی
بلاد الفرنج فأغار علیها، و اجتمع ملوک الفرنج و ساروا إلیه فلقیهم بالقرب
من حصن بارین و هو للفرنج، فصبر الفریقان صبرا لم یسمع بمثله إلا ما یحکی
عن لیلة الهریر، و نصر اللّه المسلمین و هرب ملوک الفرنج و فرسانهم فدخلوا
حصن بارین فحصره حصرا شدیدا، فراسلوه فی طلب الأمان لیسلموا و یسلموا الحصن
فأبی إلا أخذهم قهرا، فبلغه أن من بالساحل من الفرنج قد ساروا إلی الروم و
الفرنج یستنجدونهم و ینهون إلیهم ما فیه ملوکهم من الحصر فجمعوا وحشدوا و
أقبلوا إلی الساحل و من بالحصن لا یعلمون بشیء من ذلک لقوة الحصن علیهم،
فأعادوا مراسلته فی طلب الأمان فأجابهم و تسلم الحصن و ساروا، فلقیتهم
أمداد النصرانیة فسألوهم عن حالهم فأخبروهم بتسلیم الحصن فلاموهم و قالوا:
عجزتم عن حفظه یوما أو یومین، فحلفوا لهم إنا لم نعلم بوصولکم و لم یبلغنا
عنکم خبر منذ حصرونا إلی الآن، فلما عمیت الأخبار عنا ظننا أنکم أهملتم
أمرنا فحقنا دماءنا بتسلیم الحصن. قال ابن الأثیر: و کان حصن بارین من
أضر بلاد الفرنج علی المسلمین، فإن أهله کانوا قد خربوا ما بین حماة و حلب
من البلاد و نهبوها و تقطعت السبل فأزال اللّه تعالی بالشهید رحمه اللّه
هذا الضرر العظیم. و فی مدة مقامه علی حصن بارین سیر جنده إلی المعرة و
کفرطاب و تلک الولایة جمیعها فاستولی علیها و ملکها و هی بلاد کبیرة و قری
عظیمة. قلت: و قد قال القیسرانی یذکر هزیمة الفرنج و یمدح زنکی قصیدة أولها: حذار منا و أنی ینفع الحذرو هی الصوارم لا تبقی و لا تذر و أین ینجو ملوک الشرک من ملکمن خیله النصر لا بل جنده القدر سلوا سیوفا کإغماد السیوف بهاصالوا فما غمدوا نصلا و لا شهروا حتی إذا ما عماد الدین أرهقهمفی مأزق من سناه یبرق البصر و لو تضیق بهم ذرعا مسالکهمو الموت لا ملجأ منه و لا وزر و فی المسافة من دون النجاة لهمطول و إن کان فی أقطارها قصر
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 422