نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 376
و
وصل فی هذه السنة أتابک طغتکین و أقسنقر البرسقی إلی حلب و راسلوا أهلها
فی تسلیمها، فامتنعوا من إجابته و قالوا: ما نرید أحدا من الشرق، و أنفذوا و
استدعوا الفرنج من أنطاکیة لدفعه عنهم، فعاد آقسنقر من الرحبة و أتابک إلی
دمشق، و اشتد الغلاء بأنطاکیة و حلب لأن الزرع غرق و لحقه هواء عند إدراکه
أتلفه، و هرب الفلاحون للخوف، و استدعی أهل حلب ابن قراجا من حمص فرتب
الأمور بها و حصنها و سار إلی حلب و نزل فی القصر خوفا من إیلغازی لما کان
بینهما، و خرج أتابک إلی حمص و نهب أعمالها و شعثها و أقام علیها مدة و عاد
إلی دمشق لحرکة الفرنج، و خرجت قافلة من دمشق إلی حلب فیها تجار غیرها و
حملوا ذخائرهم و أموالهم لما قد أشرف علیه أهل حلب، فلما وصلوا إلی القبة
نزل الفرنج إلیهم و أخذوا منهم المکس ثم عادوا و قبضوهم و ما معهم بأسرهم و
رفعوهم إلی القبة و حملوا الرجال و النساء بعد ذلک إلی أفامیة و معرة
النعمان و حبسوهم لیقرروا علیهم مالا، فراسلهم أبو المعالی بن الملحی و
رغبهم فی البقاء علی الهدنة و أن لا ینقضوا العهد و حمل إلی صاحب أنطاکیة
مالا و هدیة فرد علیهم الأحمال و الأثقال و غیر ذلک و لم یعدم منه شیء، و
قوی طمع الفرنج فی حلب لعدم النجدة و ضعفها و غدروا و نقضوا الهدنة و
أغاروا علی بلد حلب و أخذوا مالا لا یحصیه إلا اللّه، فراسل أهل حلب أتابک
طغتکین فوعدهم بالإنجاد فکسره جوسلین و عساکر الفرنج، و راسلوا صاحب الموصل
و کان أمره مضطربا بعد عوده من بغداد، و نزل الفرنج بعد عودهم من کسرة
أتابک علی عزاز و ضایقوها و أشرفت علی الأخذ، و انقطعت قلوب أهل حلب ولم
یکن بقی لحلب معونة إلا من عزاز و بلدها و بقیة بلد حلب فی أیدی الفرنج و
الشرقی خراب مجدب و القوت فی حلب قلیل جدا و مکوک الحنطة بدینار و کان إذ
ذاک لا یبلغ نصف مکوک بمکوک حلب الآن و ما سوی ذلک مناسب له، ویئس أهل حلب
من نجدة تصلهم من أحد الملوک، فاتفق رأیهم علی أن یسیروا الأعیان و
المقدمین إلی إیلغازی بن أرتق و یستدعوه لیدفع الفرنج عنهم و ظنوا أنه یصل
فی عسکر یفرج به عنهم و ضمنوا له مالا یقسطونه علی حلب یصرفه إلی العساکر،
فوصل فی جند یسیر و المدبر لحلب جماعة من الخدم و القاضی أبو الفضل بن
الخشاب هو المرجوع إلیه فی حفظ المدینة و النظر فی مصالحها، فامتنع علیه
البلد و اختلف الآراء فی دخوله، فعاد فلحقه القاضی أبو الفضل بن الخشاب و
جماعة من المقدمین و تلطفوا به، و لم یزالوا به حتی رجع و وصل إلی حلب و
دخلها و تسلم القلعة و أخرج منها سائر الجند و أصحاب
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 376