نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 313
عصیانه،
ففتحوا له البلد و سلموه إلیه، و سار السلطان بنفسه و عساکره إلی بلاد شرف
الدولة لیملکها فأتاه الخبر بخروج أخیه تکش بخراسان علی ما نذکره، و رأی
شرف الدولة قد خلص من الحصر فأرسل مؤید الملک بن نظام الملک إلی شرف الملک و
هو مقابل الرحبة فأعطاه العهود و المواثیق و أحضره عند السلطان و هو
بالبوازیج، فخلع علیه آخر رجب، و کانت أمواله قد ذهبت فاقترض ما خدم به و
حمل للسلطان خیلا رائعة من جملتها فرسه بشار و هو فرسه المشهور الذی نجا
علیه من المعرکة و من آمد أیضا، و کان سابقا لا یجاری، فأمر السلطان بأن
یسابق به الخیل فجاء سابقا، فقام السلطان قائما لما تداخله من العجب، و
أرسل الخلیفة طرادا الزینبی فی لقی شرف الدولة فلقیه بالموصل فزاد أمر شرف
الدولة قوة و صالحه السلطان و أقره علی بلاده و عاد إلی خراسان لحرب أخیه.
ذکر فتح سلیمان بن قتلمش أنطاکیة
قال ابن الأثیر: فی هذه السنة سار سلیمان بن قتلمش صاحب قونیة و أقصرا و
أعمالها من بلاد الروم إلی بلاد الشام فملک مدینة أنطاکیة من أرض الروم، و
کانت بید الروم من سنة ثمان و خمسین و ثلاثمائة، و سبب ملک سلیمان المدینة
أن صاحبها الفردوس الرومی کان قد سار عنها إلی بلاد الروم و رتب بها شحنة،
و کان الفردوس مسیئا إلی أهلها و إلی جنده أیضا، حتی إنه حبس ابنه، فاتفق
ابنه و الشحنة علی تسلیم البلد إلی سلیمان بن قتلمش و کاتبوه یستدعونه،
فرکب البحر فی ثلاثمائة فارس و کثیر من الرجال و خرج منه و سار فی جبال و
عرة و مضایق شدیدة حتی وصل إلیها للموعد فنصب السلالیم باتفاق من الشحنة و
من معه و صعد السور و اجتمع بالشحنة و أخذ البلاد فی شعبان، فقاتله أهل
البلد فهزمهم مرة بعد أخری و قتل کثیرا من أهلها، ثم عفا عنهم و تسلم
القلعة المعروفة بالقسیان و أخذ من الأموال ما یجاوز الإحصاء و أحسن إلی
الرعیة و عدل فیهم و أمرهم بعمارة ما خرب و منع أصحابه من النزول فی دورهم و
مخالطتهم، و لما ملک سلیمان أنطاکیة أرسل إلی السلطان ملکشاه البشارة به و
هنأه الناس، فممن قال فیه الأبیوردی من قصیدة مطلعها: لمعت کناصیة الحصان الأشقرنار بمعتلج الکثیب الأعفر
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 313