نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 312
الدولة
و سارا إلی آمد و قد نزل فخر الدولة بنواحیها، فلما رأی فخر الدولة
اجتماعهما مال إلی الصلح و قال: لا أوثر أن یحل بالعرب بلاء علی یدی، فعرف
الترکمان ما عزم علیه فرکبوا لیلا و أتوا إلی العرب و أحاطوا بهم فی ربیع
الأول، و التحم القتال و اشتد فانهزمت العرب و دوابهم و انهزم شرف الدولة و
حمی نفسه حتی وصل إلی فصیل آمد و حصره فخر الدولة و من معه، فلما رأی شرف
الدولة أنه محصور خاف علی نفسه فراسل الأمیر أرتق و بذل له مالا و سأله أن
یمن علیه بنفسه و یمکنه من الخروج من آمد، و کان هو علی حفظ الطریق و
الحصار، فلما سمع أرتق ما بذل له شرف الدولة أذن له فی الخروج، فخرج منها
فی الحادی و العشرین من ربیع الأول و قصد الرقة و أرسل إلی أرتق بما کان
وعده به، و سار ابن جهیر إلی میافارقین و معه من الأمراء الأمیر بهاء
الدولة منصور بن مزید و ابنه سیف الدولة صدقة، ففارقوه و عادوا إلی العراق،
و سار فخر الدولة إلی خلاط، و لما استولی العسکر السلطانی علی حلل العرب و
غنموا أموالهم و سبوا حریمهم بذل سیف الدولة صدقة ابن منصور بن مزید
الأموال و افتک أسری بنی عقیل و نساءهم و أولادهم و جهزهم جمیعهم و ردهم
إلی بلادهم، ففعل أمرا عظیما و أسدی مکرمة شریفة و مدحه الشعراء فی ذلک
فأکثروا، فمنهم محمد بن محمد بن خلیفة السنبسی یذکر ذلک فی قصیدة: کما أحرزت شکر بنی عقیلبآمد یوم کضهم الحذار غداة رمتهم الأتراک طرابشهب فی حوافلها ازورار فما جبنوا و لکن فاض بحرعظیم لا تقاومه البحار فحین تنازلوا تحت المنایاو فیهن الرزیة و الدمار مننت علیهم و فککت عنهمو فی أثناء حبلهم انتشار و لو لا أنت لم ینفک عنهمأسیر حین أعلقه الإسار فی
أبیات کثیرة. و لما بلغ السلطان أن شرف الدولة انهزم و حصر بآمد لم یشک فی
أسره فخلع علی عمید الدولة بن جهیر و سیره فی جیش کثیف إلی الموصل، و کاتب
أمراء الترکمان بطاعته و سیر معه الأمراء أقسنقر قسیم الدولة جد ملوکنا
أصحاب الموصل، و هو الذی أقطعه السلطان بعد ذلک حلب، و کان الأمیر أرتق قد
قصد السلطان فعاد و صحبته عمید الدولة حتی وصل إلی الموصل، فأرسل إلی أهلها
یشیر إلیهم بطاعة السلطان و ترک
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 1 صفحه : 312