responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 425

مجتمعين حلقا شتى قوموا فبايعوا أبا بكر فقد بايعته وبايعته الأنصار فقام عثمان ومن معه من بني أمية فبايعوه وقام سعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن ومن معهما من بني زهرة فبايعوا اه.
وذلك لما رأى بنو أمية وبنو زهرة الغلبة لحزب المهاجرين ولم تكن لأبي سفيان مكانة عثمان في بني أمية فلذلك اجتمعوا على عثمان ولم يجتمعوا عليه واستغل أبو سفيان الموقف فعدل إلى بني هاشم كما يأتي واما علي والعباس ومن معهما من بني هاشم فانصرفوا إلى رحلهم ومعهم الزبير بن العوام اه.
وبذلك تم تغلب حزب الشيخين على جميع الأحزاب عدا حزب بني هاشم وحاصل الأمر انه بعد مبايعة الأنصار وفراغ بني هاشم من دفن النبي ص جاءوا مع علي إلى المسجد وجاء بنو أمية مع عثمان وبنو زهرة مع سعد وعبد الرحمان فلما بايع بنو أمية وبنو زهرة قام بنو هاشم ومن معهم من المسجد ولم يبايعوا ودخلوا منزل علي، ويفهم ذلك أيضا مما رواه الطبرسي في الاحتجاج فإنه روى هذا الخبر بنحو ما رواه ابن قتيبة لكن بعبارة أوضح قال: وبايع جماعة الأنصار ومن حضر من غيرهم وعلي بن أبي طالب مشغول بجهاز رسول الله ص فلما فرع من ذلك وصلى على النبي والناس يصلون عليه من بايع أبا بكر ومن لم يبايع جلس في المسجد فاجتمع عليه بنو هاشم ومعهم الزبير بن العوام واجتمعت بنو أمية إلى عثمان بن عفان وبنو زهرة إلى عبد الرحمن بن عوف فكانوا في المسجد كلهم مجتمعين إذ اقبل أبو بكر ومعه عمر وأبو عبيدة بن الجراح فقالوا ما لنا نراكم حلقا شتى قوموا فبايعوا أبا بكر فقد بايعه الأنصار والناس فقام عثمان وعبد الرحمن ومن معهما فبايعوا وانصرف علي وبنو هاشم إلى منزل علي ومعهم الزبير اه.
ما فعله أبو سفيان قال المفيد: وقد كان أبو سفيان جاء إلى باب رسول الله ص وعلي والعباس متوافران على النظر في أمره فنادى:
- بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكم * ولا سيما تيم بن مرة أو عدي - - فما الأمر إلا فيكم واليكم * وليس لها إلا أبو حسن علي - ثم نادى بأعلى صوته يا بني عبد مناف أ رضيتم أن يلي عليكم أبو فصيل... أما والله لو شئتم لأملأنها عليهم خيلا ورجلا فناداه أمير المؤمنين ارجع يا أبا سفيان فوالله ما تريد الله بما تقول وما زلت تكيد الاسلام وأهله ونحن مشاغيل برسول الله وعلى كل امرئ ما اكتسب وهو ولي ما احتقب فانصرف أبو سفيان إلى المسجد فوجد بني أمية مجتمعين فيه فحرضهم على الأمر فلم ينهضوا له اه. والظاهر أن هذا كان من أبي سفيان في أول الأمر قبل البيعة لأبي بكر أراد أبو سفيان أن يستغل الموقف وقد علم أن أبا بكر التيمي وعمر العدوي قد طلبا الأمر وحزبهما قوي فجاء إلى بني هاشم يحرضهم ويعدهم النصرة لعلهم يقومون لمعارضة حزب الشيخين لأنه علم أن أقرب الأحزاب إلى معارضة حزب الشيخين هو حزب بني هاشم فإذا عارضوهم وقعت فتنة في الاسلام وذلك ما يريد لأنه لم يدخل فيه الا كارها مرغما وحقده عليه لم تنطف جمرته بعد ولن تنطفي فإذا تطاحن الحزبان ولم يغلب أحدهما الآخر أوجب ذلك وهن المسلمين فيرجو أن تقوى شوكة الشرك الذي خرج منه كارها فيعود إليه وإن غلب أحدهما الآخر كان هو مع الغالب وإن لم يعارضوهم استفاد هو من هذا التحريض والتهويش امارة أو نحوها كما يفعله اليوم وقبل اليوم من يريد منصبا في الدولة فيهيج الناس عليها ويلقي الفتن ليرضوه بمال أو منصب ويدل على ذلك أنه لما سمع الخليفة تهويشه ولي ابنه فرضي وسكت وقال وصلته رحم. روي الطبري بسنده قال لما استخلف أبو بكر قال أبو سفيان ما لنا ولأبي فصيل إنما هي بنو عبد مناف فقيل له أنه قد ولى ابنك قال وصلته رحم اه وقد علم علي ع أن أبا سفيان لم يرد بما قاله الخير لبني هاشم ولا للمسلمين وعلم مراده فلذلك اجابه بما اجابه وبذلك تمت البيعة لأبي بكر ولم يبق متخلفا عنها غير علي وبني هاشم ومن تبعهم وقليل سواهم ولكن القضاء على هذا الحزب أصبح سهلا بعد مبايعة جل المهاجرين والأنصار أبا بكر. وصرف النظر عما جرى يوم الغدير وما جرى في أول الدعوة من قوله ص من يوازرني على هذا الأمر الخ فلم يجر له ذكر.
وأما حزب بني هاشم فقد عرفت انهم كانوا مشغولين بتجهيز النبي ص ودفنه عند اجتماع القوم في السقيفة. ولم يكن علي ومن معه ليتركوا رسول الله ص بغير دفن ويشتغلوا بطلب الخلافة كما فعل غيرهم. قال المفيد: وقد جاءت الرواية أنه جاء رجل إلى أمير المؤمنين وهو يسوي قبر رسول الله ص بمسحاة في يده فقال له إن القوم قد بايعوا أبا بكر ووقعت الخذلة للأنصار لاختلافهم وبدر الطلقاء بالعقد للرجل خوفا من ادراككم الأمر فوضع طرف المسحاة على الأرض ويده عليها ثم قال بسم الله الرحمن الرحيم ألم أ حسب الناس ان يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين أم حسب الذين يعلمون السيئات ان يسبقونا ساء ما يحكمون وحكى ابن أبي الحديد عن كتاب السقيفة لأحمد بن عبد العزيز الجوهري عن عمر بن شبه عن أبي قبيصة قال لما توفي النبي ص وجرى في السقيفة ما جرى تمثل علي:
- وأصبح أقوام يقولون ما اشتهوا * ويطغون لما غال زيدا غوائله - ومما مر تعلم أن عمدة احتجاج القوم على استحقاق الخلافة انهم من قريش عشيرة النبي ص وبذلك دفعوا الأنصار عنها وهذه الحجة توجب حق علي وبني هاشم في الخلافة لأنهم أقرب الناس إلى الرسول وهم عشيرته فإن كانت الخلافة بالقرابة فهم أقرب من قريش وإن لم تكن بالقرابة فالأنصار على دعواهم كما أشار إليه أمير المؤمنين ع في بعض كلامه لما بلغته اخبار السقيفة وفيه يقول الشاعر قيل أنه أمير المؤمنين وقيل الكميت - فان كنت بالشورى ملكت أمورهم * فكيف بهذا والمشيرون غيب - - إن كنت بالقربى وليت عليهم * فغيرك أولى بالنبي وأقرب - واجتمع بنو هاشم مع علي بن أبي طالب في بيت فاطمة بعد رجوعهم من المسجد كما مر وامتنعوا من البيعة واجتمع معهم طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فيما رواه الطبري. وقال محمد بن إسحاق فيما حكاه عنه ابن هشام في سيرته أنه انحاز علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله في بيت فاطمة وقال ابن هشام فيما رواه بسنده عن عمر بن الخطاب تخلف عنا علي بن أبي طالب والزبير بن العوام ومن معهما اه واتفقت جميع الروايات على وجود الزبير معهم أما طلحة فقد ذكر في بعضها دون بعض. والذي يستلفت النظر اجتماع طلحة معهم مع أنه تيمي.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 425
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست