responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 424

الصلاة عليه لذلك. وقال المفيد أيضا: واغتنم القوم الفرصة بشغل علي بن أبي طالب برسول الله ص وانقطاع بني هاشم عنهم بمصابهم برسول الله ص فبادروا إلى ولاية الأمر واتفق لهم ما اتفق من اختلاف الأنصار فيما بينهم وكراهية الطلقاء والمؤلفة قلوبهم تأخر الأمر حتى يفرع بنو هاشم اه.
ويتلخص الموقف في أن جيش أسامة الذي أراد النبي ص انفاذه لما أحس بدنو اجله لأمر سياسي مهم عنده، لم ينفذ لأمر سياسي مهم عند من لم ينفذه، وإن الناس انقسموا بعد وفاته ص احزابا ثلاثة بل أربعة أو خمسة 1 حزب سعد بن عبادة رئيس الخزرج من عشيرته الخزرج وربما كان معهم من الأوس 2 حزب الشيخين وهم جل المهاجرين 3 حزب علي وهم بنو هاشم ومعهم قليل من المهاجرين منهم الزبير وكثير من الأنصار أو أكثرهم الذين قالوا لا نبايع الا عليا كما رواه الطبري 4 حزب عثمان من بني أمية ومن لف لفيفهم 5 حزب سعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف من بني زهرة.
اما حزب سعد بن عبادة فان سعدا كان مريضا فاجتمع عليه الأنصار في سقيفة بني ساعدة على ما رواه ابن قتيبة في الإمامة والسياسة وغيره، وسعد هذا كان له مقام في الاسلام عظيم فقد كان شهما رئيسا جوادا وكان مثريا وقد كان يبعث إلى النبي ص الاجمال من التمر ويبعث إليه باللحم لاقراء الوفود ويبعث إلى المجاهدين باحمال التمر، وسافر ابنه قيس مع جماعة من الصحابة فنفذ ما معهم فجعل قيس يستدين وينفق عليهم فحسده بعض رفاقه وقالوا لمن يستدين منهم انه لا مال له فلما بلغ ذلك أباه سعدا غضب وقال تريدون ان تبخلوا ابني وتزعموا انه لا مال له انا قوم لا نستطيع البخل اشهدوا ان البستان الفلاني لقيس والحديقة الفلانية لقيس.
لكن طلبه الخلافة يغمز من قناته ولذلك ورد عن أمير المؤمنين ع ما معناه ان أول من جرأ الناس علينا سعد، ولا يبعد ان يكون سعد لما رأى تصميم المهاجرين على عدم اعطاء الحق لأهله طلبه لنفسه، قال ابن قتيبة في روايته وغيره فقال سعد لابنه قيس: اني لا أستطيع ان اسمع الناس كلامي لمرضي ولكن تلق مني قولي فاسمعهم ففعل فذكر فضل الأنصار ونصرتهم الدين وايواءهم الرسول وانهم أحق الناس بهذا الأمر فأجابوه ان قد وفقت في الرأي ورضوا بامارته.
وأما حزب الشيخين فقال الطبري: اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة ليبايعوا سعد بن عبادة فبلغ ذلك أبا بكر فجاء ومعه عمر وأبو عبيدة بن الجراح فقال الأنصار منا أمير ومنكم أمير فقال أبو بكر منا الامراء ومنكم الوزراء قال ابن قتيبة فقام الحباب بن المنذر ابن الجموح الخزرجي فقال يا معشر الأنصار املكوا علي أيديكم فإنما الناس في فيئكم وظلالكم ولن يجير مجير على خلافكم ولن يصدر الناس إلا عن رأيكم أنتم أهل العز والثروة والعدد والنجدة وإنما ينظر الناس ما تصنعون فلا تختلفوا فيفسد عليكم رأيكم أنتم أهل الايواء والنصرة وإليكم كانت الهجرة ولكم في السابقين الأولين مثل ما لهم وأنتم أصحاب الدار والايمان من قبلهم والله ما عبدوا الله علانية إلا في بلادكم ولا جمعت الصلاة الا في مساجدكم ولا دانت العرب للاسلام الا بأسيافكم فأنتم أعظم الناس نصيبا في هذا الأمر وان أبى القوم فمنا أمير ومنهم أمير. فقال عمر هيهات لا يجتمع سيفان في غمد واحد انه والله لا ترضى العرب ان تؤمركم ونبيها من غيركم ولكن العرب لا تولي هذا الأمر الا قريشا من ينازعنا سلطان محمد وميراثه ونحن أولياؤه وعشيرته الا مدل بباطل أو متورط في هلكة. فقام الحباب فقال يا معشر الأنصار املكوا على أيديكم ولا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه فيذهبوا بنصيبكم من هذا الأمر فان أبوا فاجلوهم عن بلادكم وولوا عليكم وعليهم من أردتم أما والله ان شئتم لنعيدنها جذعة والله لا يرد علي أحد ما أقول الا حطمت انفه بالسيف. وفي رواية أنه قال انا جذيلها المحكك وعذيقها المرحب، فلم يجبه عمر واعتذر بأنه كان بينه وبينه منازعة في حياة النبي ص فنهاه عنه فحلف ان لا يكلمه بما يسؤوه. هكذا ذكر ابن قتيبة، ولكن الظاهر أنه لم يجبه لما سمع قوله: والله لا يرد علي أحد ما أقول الا حطمت انفه بالسيف والا فهو قد اجابه في أول الأمر بأخشن جواب. قال ابن قتيبة فقام أبو عبيدة وقال يا معشر الأنصار أنتم أول من نصر وآوى فلا تكونوا أول من يبدل ويغير. قال وان بشير بن سعد وهو والد النعمان بن بشير الذي كان مع معاوية بصفين وكان واليا له ثم لابنه يزيد على الكوفة لما رأى ما اتفق عليه قومه من تأمير سعد بن عبادة قام حسدا لسعد وكان بشير من سادات الخزرج فقال يا معشر الأنصار لئن كنا أولى الفضيلة في جهاد المشركين والسابقة في الدين ما أردنا إن شاء الله غير رضى ربنا وطاعة نبينا وما ينبغي ان نستطيل بذلك على الناس ولا نبتغي به عرضا من الدنيا ومحمد رجل من قريش وقومه أحق بميراثه وتولي سلطانه اه. وفيما رواه ابن هشام عن عمر بن الخطاب ان خطيب الأنصار قال اما بعد فنحن أنصار الله وكتيبة الاسلام وأنتم يا معشر المهاجرين رهط منا فقال أبو بكر اما ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل ولن تعرف العرب هذا الأمر الا لهذا الحي من قريش هم أوسط العرب نسبا ودارا وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم واخذ بيدي ويد أبي عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا فقلت ابسط يدك يا أبا بكر فبسط يده فبايعته ثم بايعه المهاجرون ثم الأنصار. وقال الطبري فقال أبو بكر هذا عمر وهذا أبو عبيدة فأيهما شئتم فبايعوا فقالا لا والله لا نتولى هذا الأمر عليك ابسط يدك نبايعك فلما ذهبا ليبايعاه سبقهما إليه بشير بن سعد فبايعه وقال الطبري فقالت الأنصار أو بعض الأنصار لا نبايع الا عليا وقال ابن قتيبة فلما ذهبا يبايعانه يعني عمر وأبا عبيدة سبقهما إليه بشير الأنصاري فبايعه فناداه الحباب بن المنذر يا بشير بن سعد حسدت ابن عمك على الامارة قال لا ولكني كرهت ان أنازع قوما حقا لهم فلما رأت الأوس ما صنع بشير بن سعد وهو من سادات الخزرج وما تطلب الخزرج من تأمير سعد بن عبادة قال بعضهم لبعض وفيهم أسيد بن حضير لئن وليتموها سعدا عليكم مرة واحدة لا زالت لهم بذلك عليكم الفضيلة ولا جعلوا لكم فيها نصيبا ابدا فقوموا فبايعوا أبا بكر فقاموا فبايعوه اه. وبذلك تم تغلب حزب الشيخين على حزب سعد وكان سبب مبايعة الأنصار أبا بكر بعد ما قالوا أو بعضهم لا نبايع الا عليا ما رأوه من تصميم المهاجرين على صرف الأمر عن علي وحسد رئيس الأوس لرئيس الخزرج وحسد أحد رئيسي الخزرج لسعد وبقي حزب بني هاشم وحزب بني أمية وبني زهرة. قال ابن قتيبة: وان بني هاشم اجتمعت عند بيعة الأنصار إلى علي بن أبي طالب ومعهم الزبير بن العوام وكانت امه صفية بنت عبد المطلب وانما كان يعد نفسه من بني هاشم وكان علي يقول ما زال الزبير منا أهل البيت حتى نشا بنوه فصرفوه عنا واجتمعت بنو أمية إلى عثمان وبنو زهرة إلى سعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف فكانوا في المسجد مجتمعين فقال لهم عمر ما لي أراكم

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 424
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست