responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 328

ذكره ويخفى امره ولا يذكره ذاكر بخير. قال المفيد في الارشاد: ومن آياته وبيناته التي انفرد بها ظهور مناقبه في الخاصة والعامة وتسخير الجمهور لنقل فضائله وما خصه الله به وتسليم العدو من ذلك بما فيه الحجة هذا مع كثرة المنحرفين عنه والأعداء له وتوفير أسباب دواعيهم إلى كتمان فضله وجحد حقه وكون الدنيا في يد خصومه وانحرافها عن أوليائه وما اتفق لأضداده من سلطان الدنيا وحمل الجمهور على اطفاء نوره ودحض امره فخرق الله العادة بنشر فضائله وظهور مناقبه وتسخير الكل للاعتراف بذلك والاقرار بصحته واندحاض ما احتال به أعداؤه في كتمان مناقبه وجحد حقوقه حتى تمت الحجة له وظهر البرهان بحقه ولما كانت العادة جارية بخلاف ما ذكرناه فيمن اتفق له من أسباب خمول امره ما اتفق لأمير المؤمنين ع فانخرقت العادة فيه دل ذلك على بينونته من الكافة بباهر الآية على ما وصفناه قال وقد شاع الخبر واستفاض عن الشعبي أنه كان يقول لقد كنت اسمع خطباء بني أمية يسبون أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على منابرهم وكأنما يشال بضبعه إلى السماء وكنت أسمعهم يمدحون أسلافهم على منابرهم وكأنهم يكشفون عن جيفة وقال الوليد بن عبد الملك لبنيه يوما يا بني عليكم بالدين فاني لم أر الدين بنى شيئا فهدمته الدنيا ورأيت الدنيا قد بنت بنيانا فهدمه الدين ما زلت اسمع أصحابنا وأهلنا يسبون علي بن أبي طالب ويدفنون فضائله ويحملون الناس على شنآنه فلا يزيده ذلك من القلوب الا قربا ويجهدون في تقريبهم من نفوس الخلق فلا يزيدهم ذلك من القلوب الا بعدا قال:
وكانت الولاة الجورة تضرب بالسياط من ذكره بخير بل تضرب الرقاب على ذلك وتعرض للناس بالبراءة منه والعادة جارية فيمن اتفق له ذلك أن لا يذكر على وجه الأرض بخير فضلا عن أن تذكر له فضائل أو تروى له مناقب أو تثبت له حجة بحق اه. وقال المفيد في الارشاد: فاما مناقبه الغنية لشهرتها وتواتر النقل بها واجماع العلماء عليها عن ايراد أسانيد الأخبار بها فهي كثيرة يطول بشرحها الكتاب وفي رسمنا منها طرفا فيه كفاية عن ايراد جميعها في الغرض الذي وضعنا له هذا الكتاب انش.
وفي أسد الغابة: روى يزيد بن هارون عن فطر عن أبي الطفيل قال بعض أصحاب النبي ص لقد كان لعلي من السوابق ما لو أن سابقة منها بين الخلائق لوسعتهم خيرا. وفيه بسنده عن المدائني: لما دخل علي بن أبي طالب الكوفة دخل عليه رجل من حكماء العرب فقال والله يا أمير المؤمنين لقد زنت الخلافة وما زانتك ورفعتها وما رفعتك وهي كانت أحوج إليك منك إليها. قال ابن أبي الحديد في شرح النهج اما فضائله ع فإنها قد بلغت من العظم والجلال والانتشار والاشتهار مبلغا يسمج معه التعرض لذكرها والتصدي لتفصيلها فصارت كما قال أبو العيناء لعبيد الله بن يحيى بن خاقان وزير المتوكل والمعتمد رأيتني فيما أتعاطى من وصف فضلك كالمخبر عن ضوء النهار الباهر والقمر الزاهر الذي لا يخفى على الناظر فأيقنت أني حيث انتهى بي القول منسوب إلى العجز مقصر عن الغاية فانصرفت عن الثناء عليك إلى الدعاء لك ووكلت الأخبار عنك إلى علم الناس بك. وما أقول في رجل أقر له أعداؤه وخصومه بالفضل ولم يمكنهم جحد مناقبه ولا كتمان فضائله فقد علمت أنه استولى بنو أمية على سلطان الاسلام في شرق الأرض وغربها واجتهدوا بكل حيلة في اطفاء ذكره والتجديف عليه ووضع المعائب والمثالب له ولعنوه على جميع المنابر وتوعدوا مادحيه بل حبسوهم وقتلوهم ومنعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة أو يرفع له ذكرا حتى حظروا أن يسمى أحد باسمه فما زاده ذلك الا رفعة وسموا وكان كالمسك كلما ستر انتشر عرفه وكلما كتم تضوع نشره وكالشمس لا تستر بالراح وكضوء النهار إن حجبت عنه عين واحدة أدركته عيون كثيرة أخرى. وما أقول في رجل تعزى إليه كل فضيلة وتنتهي إليه كل فرقة وتتجاذبه كل طائفة فهو رئيس الفضائل وينبوعها وأبو عذرها وسابق مضمارها ومجلي حلبتها كل من برع فيها بعده فمنه اخذ وله اقتفى وعلى مثاله احتذى اه ثم قال وما أقول في رجل تحبه أهل الذمة على تكذيبهم بالنبوة وتعظمه الفلاسفة على معاندتهم لأهل الملة وما أقول في رجل أحب كل أحد ان يتكثر به وود كل أحد ان يتجمل به ويتحسن بالانتساب إليه حتى الفتوة التي أحسن ما قيل في حدها أن لا تستحسن من نفسك ما تستقبحه من غيرك فان أربابها نسبوا أنفسهم إليه وصنفوا في ذلك كتبا وجعلوا لذلك اسنادا انهوه إليه وقصروه عليه وسموه سيد الفتيان وعضدوا مذهبهم بالبيت المروي أنه سمع من السماء يوم أحد:
- لا سيف الا ذو الفقار * ولا فتى الا علي - اه وتتبع الحافظ أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي المتوفي سنة 303 خصائصه وجمعها في كتاب. وقال أبو الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين: فضائله ع أكثر من أن تحصى فأمير المؤمنين ع باجماع المخالف والممالي والمضاد والموالي على ما لا يمكن غمطه ولا ينساع ستره من فضائله المشهورة في العامة المكتوبة عند الخاصة تغني عن تفصيله بقول والاستشهاد عليه برواية. وقال ابن عبد البر المالكي عالم الأندلس ومحدثها في الاستيعاب: فضائله لا يحيط بها كتاب وقد أكثر الناس من جمعها فرأيت الاقتصار منها على النكت التي تحسن المذاكرة بها وتدل على ما سواها من أخلاقه وأحواله وسيرته وقال أيضا قد كان بنو أمية ينالون منه وينتقصونه فما زاده الله بذلك الا سموا وعلوا ومحبة عند العلماء إلى أن قال:
قال أحمد بن حنبل وإسماعيل بن إسحاق القاضي: لم يرو في فضائل أحد من الصحابة بالأحاديث الحسان ما روي في فضائل علي بن أبي طالب وكذلك أحمد بن شعيب بن علي النسائي اه وروى الحاكم في المستدرك قال سمعت القاضي أبا الحسن علي بن الحسن الجراحي وأبا الحسين محمد بن المظفر الحافظ يقولان سمعنا أبا حامد محمد بن هارون الحضرمي يقول سمعت محمد بن منصور الطوسي يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله ص من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب ولم يتعقبه الذهبي في تلخيص المستدرك بشئ وفي الكامل لابن الأثير: قال أحمد بن حنبل ما جاء لأحد من أصحاب النبي ص ما جاء لعلي. وفي الإصابة مناقبه كثيرة حتى قال الإمام أحمد لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي قال وقال غيره: كان سبب ذلك بغض بني أمية له فكان كل من كان عنده علم من شئ من مناقبه من الصحابة يثبته وكلما أرادوا اخماده وهددوا من حدث بمناقبه لا تزداد الا انتشارا ثم قال وتتبع النسائي ما خص به من دون الصحابة فجمع من ذلك شيئا كثيرا بأسانيد أكثرها جياد اه أقول بل السبب في ذلك كثرة مناقبه التي لم يستطع أعداؤه اخفاءها وكرامة من الله تعالى خصه بها ولله تعالى فيه من خوارق العادات شئ كثير هذا أحدها وإلى ذلك أشار من قال: ما أقول في رجل اخفى أولياؤه فضائله خوفا وأعداؤه حسدا وظهر من بين ذين ما ملأ الخافقين وروى ابن عبد البر في الاستيعاب بسنده عن عامر بن عبد الله بن الزبير أنه سمع ابنا له ينتقص عليا فقال يا بني إياك والعودة إلى ذلك فان

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 328
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست