responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 277

الأنصار أ ما ترضون أن يرجع غيركم بالشاء والنعم ورجعتم أنتم وفي سهمكم رسول الله؟ قالوا بلى رضينا، فقال النبي ص حينئذ الأنصار كرشي وعيبتي لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار. وهذا غاية حسن السياسة وتالف القلوب.
وقدم عليه وفد هوازن أربعة عشر رجلا وفيهم أبو ثروان أو أبو برقان عم رسول الله ص من الرضاعة ورئيسهم زهير بن صرد وذلك بعد ما قسم الغنائم وقد أسلموا وأخبروا باسلام من وراءهم فقال له عمه من الرضاعة يا رسول الله انما في هذه الحظائر من كان يكفلك من عماتك وخالاتك وحواضنك وقد حضناك في حجورنا وأرضعناك بثدينا ولقد رأيتك مرضعا فما رأيت مرضعا خيرا منك ورأيتك فطيما فما رأيت فطيما خيرا منك ثم رأيتك شابا فما رأيت شابا خيرا منك وقد تكاملت فيك خلال الخير ونحن مع ذلك أصلك وعشيرتك فامنن علينا من الله عليك وقال زهير بن صرد يا رسول الله انا أصل وعشيرة وانما في هذه الحظائر عماتك وخالاتك ولو انا ملحنا [1] للحارث بن أبي شمر [2] أو للنعمان بن المنذر [3] ثم نزلا منا بمثل الذي نزلت به رجونا عطفهما وعائدتهما فقال رسول الله ص: أحسن الحديث أصدقه، فأبناؤكم ونساؤكم أحب إليكم أم أموالكم فقالوا خيرتنا بين أحسابنا وأموالنا وما كنا لنعدل بالاحساب شيئا فرد علينا أبناءنا ونساءنا فقال اما ما لي ولبني عبد المطلب فهو لكم واسال لكم الناس فقال المهاجرون والأنصار ما كان لنا فهو لرسول الله ص فقال الأقرع بن حابس واما أنا وبنو تميم فلا وقال عيينة بن حصن اما انا وبنو فزارة فلا وقال العباس بن مرداس اما أنا وبنو سليم فلا فقالت بنو سليم ما كان لنا فهو لرسول الله ص فقال العباس بن مرداس وهنتموني وقال رسول الله ص للذين امتنعوا من الرد ان هؤلاء القوم جاءوا مسلمين وقد كنت استأنيت بسبيهم وقد خيرتهم فلم يعدلوا بالنساء والأبناء شيئا فمن كان عنده منهم شئ فطابت نفسه أن يرد فليرد ومن أبى فليرد وليكن ذلك قرضا علينا ست فرائض [4] قالوا رضينا وسلمنا فردوا عليهم نساءهم وأبناءهم.
وكان ص انتهى إلى الجعرانة ليلة الخميس لخمس ليال خلون من ذي القعدة فأقام بها ثلاث عشرة ليلة ثم خرج ليلة الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة ليلا فاحرم بعمرة ودخل مكة فطاف وسعى وحلق رأسه ورجع إلى الجعرانة من ليلته كبائت ثم غدا يوم الخميس فانصرف إلى المدينة.
ويلاحظ أن غزوات النبي ص المهمة التي وقع فيها حرب وهي بدر واحد والخندق وخيبر وحنين كان المسلمون فيها على نحو الثلث من المشركين ففي بدر كان المشركون 950 والمسلمون 313 وفي أحد كان المشركون 3000 والمسلمون 700 وفي الخندق كان المشركون عشرة آلاف والمسلمون 3000 وفي خيبر كان المسلمون 1400 واليهود لم يذكر المؤرخون عددهم لكن الاعتبار يدل على أنهم كانوا كثيرين لكثرة حصونهم في خيبر مع من خرج إليهم من بني النضير وفي حنين كان المشركون ثلاثين ألفا والمسلمون اثني عشر ألفا وفي الجميع كان النصر للمسلمين حتى في أحد لأن انهزامهم أخيرا كان من مخالفة أمر النبي ص وفي الجميع كان النصر بجهاد علي وثباته.
غزوة تبوك في رجب سنة تسع من الهجرة وكان سببها أنه بلغه أن الروم قد جمعت جموعا كثيرة بالشام وأن هرقل قد رزق أصحابه لسنة وأجلبت معه لخم وجذام وعاملة وغسان وقدموا مقدماتهم إلى البلقاء. وكان ص قلما يريد غزوة يغزوها الا ورى بغيرها الا غزوة تبوك فإنه بينها للناس لبعد السفر وشدة الحر وكثرة العدو فاعلمهم ليتأهبوا وندب الناس إلى الخروج وبعث إلى مكة وإلى قبائل العرب يستنفرهم وأمرهم بالصدقة فتحملوا صدقات كثيرة وقووا في سبيل الله وذلك في زمن عسرة من الناس وشدة من الحر وجدب من البلاد وحين طابت الثمار والناس يحبون المقام فسمي ذلك الجيش جيش العسرة وقال الطبري: امرهم بالجهاز وأخبرهم أنه يريد الروم فتجهزوا على ما في أنفسهم من الكره لذلك مع ما عظموه من ذكر الروم وغزوهم. وجاءه سبعة نفر يستحملونه وكانوا أهل حاجة فقال لا أجد ما أحملكهم عليه فتولوا وهم يبكون فسموا البكائين فنزل فيهم ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا الله ورسوله إلى قوله ولا على الذين إذا ما اتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا الا يجدوا ما ينفقون وجاءه اثنان وثمانون رجلا من الاعراب فاعتذروا إليه فلم يعذرهم وتخلف بضعة وثمانون رجلا من المنافقين بغير علة وقيل إنهم استأذنوه في التخلف فاذن لهم فنزلت وجاء المعذرون من الاعراب ليؤذن لهم وقعد الذين كذبوا الله ورسوله سيصيب الذين كفروا منهم عذاب اليم. المعذرون المقصرون الذين يعتذرون ولا عذر لهم وقيل الذين لهم عذر. وتخلف نفر من المسلمين من غير شك ولا ارتياب منهم أبو خيثمة السالمي فجاء إلى أهله بعد أن سار رسول الله ص أياما في يوم حار فوجد امرأتين له في عريشين لهما في حائط قد رشت كل واحدة عريشها وبردت له فيه ماء وهيأت له طعاما فقام على باب العريشين فنظر إلى امرأتيه وما صنعتا له فقال: رسول الله في الضح [5] والريح وأبو خيثمة في ظلال باردة وماء بارد وامرأة حسناء في ماله مقيم ما هذا بالنصف ثم قال والله لا ادخل عريش واحدة منكما حتى ألحق برسول الله ص فهيا لي زادا ففعلتا ثم قدم ناضحة فارتحله ثم خرج حتى أدرك رسول الله ص بتبوك، فقال الناس يا رسول الله هذا راكب على الطريق مقبل فقال: كن أبا خيثمة فقالوا هو والله أبو خيثمة فقال له رسول الله ص خيرا ودعا له بخير. قال الطبري قال ابن إسحاق خلف رسول الله ص علي بن أبي طالب على أهله وأمره بالإقامة فيهم وخلف على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري. وقال ابن هشام: استعمل على المدينة محمد بن مسلمة الأنصاري وخلف علي بن أبي طالب على أهله وأمره بالإقامة فيهم فأرجف به المنافقون وقالوا ما خلفه الا استثقالا له وتخففا منه فلما قالوا ذلك اخذ علي سلاحه ثم خرج حتى أتى رسول الله ص وهو نازل بالجرف فقال يا نبي الله زعم المنافقون انك انما خلفتني لأنك استثقلتني وتخففت مني فقال كذبوا ولكن خلفتك لما تركت ورائي فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك أ فلا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي فرجع علي إلى المدينة اه اما المفيد فإنه لم يذكر استخلاف أحد غير علي ع على المدينة وهو


[1] ملحنا أي أرضعنا والملح عند العرب اللبن.
[2] من ملوك غسان بالشام.
[3] ملك الحيرة بالعراق.
[4] أي ستة من الإبل وسماها فرائض باعتبار انها تكون فريضة في الزكاة.
[5] الضح بالكسر الشمس.
- المؤلف -

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 277
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست