responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 276

- إن على كل رئيس حقا * إن يروي الصعدة أو يدقا - ثم ضربه وقتله ومضى في تلك الخيل حتى كسر الأصنام وعاد إلى رسول الله ص وهو محاصر لأهل الطائف فلما رآه النبي ص كبر للفتح واخذ بيده فخلا به وناجاه طويلا قال المفيد فروى عبد الرحمن بن سيابة والأجلح جميعا عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله الأنصاري إن رسول الله ص لما خلا بعلي يوم الطائف اتاه بعض المهاجرين فقال أ تناجيه دوننا وتخلو به فقال ما أنا انتجيته بل الله انتجاه فاعرض وهو يقول هذا كما قلت لنا قبل الحديبية لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين فلم ندخله وصددنا عنه فناداه النبي ص لم أقل لكم انكم تدخلونه من ذلك العام. قال ثم خرج من حصن الطائف نافع بن غيلان بن متعب في خيل من ثقيف فلقيه علي ع ببطن و ج فقتله وانهزم المشركون ولحق القوم الرعب فنزل منهم جماعة إلى النبي ص فاسلموا وكان حصار النبي ص للطائف بضعة عشر يوما اه وكان مسيره إلى الطائف من حنين. ولم يذكر الدكتور هيكل غزوة أوطاس ولا ذكر قتل علي شهابا ونافعا وكسره الأصنام ولا شيئا مما وقع في تلك الغزاة. وروى الطبري أن رسول الله ص سار يوم حنين من فوره ذلك حتى نزل الطائف فأقام نصف شهر يقاتلهم وأصحابه وقاتلتهم ثقيف من وراء الحصن لم يخرج إليه في ذلك أحد منهم واسلم من حولهم من الناس كلهم وجاءته وفودهم ثم رجع ولم يحاصرهم الا نصف شهر وسال وفد هوازن عن مالك بن عوف رئيسهم وقائدهم يوم حنين ما فعل فقالوا هو بالطائف وكان لما انهزم يوم حنين التجأ إلى ثقيف بالطائف فقال أخبروه أنه إن اتاني مسلما رددت عليه أهله وماله وأعطيته مائة من الإبل فاخبروه بذلك فخرج من الطائف إليه مستخفيا خوفا من ثقيف أن يحبسوه إذا علموا وأدركه بالجعرانة فرد عليه أهله وماله وأعطاه مائة من الإبل واسلم فاستعمله على قومه وعلى من أسلم من القبائل حول الطائف.
فلما عاد ص من حصار الطائف اتى الجعرانة وفيها الأموال والسبي كما مر، قال ابن سعد: كان السبي ستة آلاف رأس والإبل أربعة وعشرين ألف بعير والغنم أكثر من أربعين ألف شاة وأربعة آلاف أوقية فضة فاستاتى رسول الله ص بالسبي أن يقدم عليه وفدهم وبدأ بالأموال فقسمها واعطى المؤلفة قلوبهم أول الناس فأعطى أبا سفيان بن حرب أربعين أوقية ومائة من الإبل، قال: ابني يزيد قال اعطوه مثل ذلك، قال: ابني معاوية، قال اعطوه مثل ذلك، واعطى حكيم بن حزام مائة من الإبل ثم سأله مائة أخرى فأعطاه إياها واعطى النضير [1] بن الحارث بن كلدة واسيد بن جارية الثقفي والحارث بن هشام وصفوان بن أمية وقيس بن عدي وسهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزى والأقرع بن حابس وعيينة بن حصن ومالك بن عوف كل واحد مائة من الإبل واعطى العلاء بن حارثة الثقفي ومخرمة بن نوفل وسعيد بن يربوع وعثمان بن وهب وهشام بن عمرو العامري كل واحد خمسين من الإبل واعطى العباس بن مرداس أربعين بعيرا اه قال الطبري أعطاه أباعر فتسخطها وعاتب فيها رسول الله ص فقال:
- كانت نهابا تلافيتها * بكري على المهر في الأجرع - - وايقاظي القوم أن يرقدوا * إذا هجع الناس لم اهجع - - فأصبح نهبي ونهب العبيد [2] * بين عيينة [3] والأقرع [4] - - وقد كنت في الحرب ذا تدرأ [5] * فلم اعط شيئا ولم امنع - - إلا أفائل [6] أعطيتها * عديد قوائمها الأربع [7] - - وما كان حصن [8] ولا حابس [9] * يفوقان مرداس في المجمع - - وما كنت دون امرئ منهما * ومن تضع اليوم لا يرفع - قال المفيد: فبلغ النبي ص قوله فاستحضره وقال قم يا علي واقطع لسانه قال العباس بن مرداس فوالله لهذه الكلمة كانت أشد علي من يوم خثعم حين اتونا في ديارنا فاخذ بيدي علي بن أبي طالب فانطلق بي ولو أدري أن أحدا يخلصني منه لدعوته فقلت يا علي انك لقاطع لساني قال إني لممض فيك ما امرت فما زال بي حتى أدخلني الحظائر فقال لي اعتد ما بين أربع إلى مائة فقلت بأبي أنت وأمي ما أكرمكم وأحلمكم وأعلمكم فقال أن رسول الله ص أعطاك أربعا وجعلك مع المهاجرين فان شئت فخذها وإن شئت فخذ المائة وكن مع أهل المائة قلت أشر علي قال فاني آمرك أن تأخذ ما أعطاك رسول الله ص وترضى قلت فاني افعل. ولم يسند الدكتور هيكل ذلك في كتابه إلى علي واقتصر على قوله اذهبوا به فاقطعوا عني لسانه فاعطوه حتى رضي وكان ذلك قطع لسانه.
ولما أعطى رسول الله ص غنائم حنين قريشا خاصة واجزل القسم للمؤلفة قلوبهم كابي سفيان وابنه معاوية وعكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية والحارث بن هشام وسهيل بن عمرو وزهير بن أبي أمية وهشام بن المغيرة والأقرع بن حابس وعيينة بن حصن في أمثالهم ولم يعط الأنصار شيئا وقيل أعطاهم شيئا يسيرا غضب قوم من الأنصار وتكلموا في ذلك وقالوا لقي رسول الله ص قومه، فبلغه ذلك فجمعهم وجاء يتبعه علي ع حتى جلس وسطهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا معشر الأنصار ما قالة بلغتني عنكم وموجدة وجدتموها، إني سائلكم عن أمر فأجيبوني، أ لستم كنتم ضلالا فهداكم الله بي؟ أ لم تكونوا على شفا حفرة من النار فأنقذكم الله بي؟ أ لم تكونوا قليلا فكثركم الله بي؟ وعالة فأغناكم الله بي؟ وأعداء فألف بين قلوبكم بي؟ قالوا بلى والله فلله ورسوله المن والفضل، ثم سكت هنيهة ثم قال ألا تجيبوني بم عندكم؟ قالوا بما نجيبك فداك آباؤنا وأمهاتنا قد أجبناك بان لك الفضل والمن والطول علينا، قال: اما لو شئتم لقلتم فصدقتم. وأنت قد جئتنا مكذبا فصدقناك ومخذولا فنصرناك وطريدا فآويناك وخائفا فامناك وعائلا فآسيناك، فارتفعت أصواتهم بالبكاء وقام شيوخهم وساداتهم إليه وقبلوا يديه ورجليه ثم قالوا رضينا بالله وعنه وبرسوله وعنه وهذه أموالنا بين يديك فان شئت فاقسمها على قومك، وإنما قال من قال منا على غير وغر صدر وغل في قلب ولكنهم ظنوا سخطا عليهم وتقصيرا بهم وقد استغفروا الله من ذنوبهم فاستغفر لهم يا رسول الله، فقال: اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار، يا معشر


[1] النضير بالياء هو أخو النضر بغير ياء الذي مر في وقعة بدر أه قتل بالأثيل نص على ذلك الماوردي في اعلام النبوة وغيره ويوجد في بعض المواضع كتابة هذا بدون ياء وهو اشتباه.
[2] العبيد بلفظ المصغر اسم فرسه. [3] ابن حصن.
[4] ابن حابس.
[5] بضم التاء وفتح الراء مدافع ذو عزة ومنعة.
[6] جمع أفيل كامير وهو الفصيل..
[7] هذا يدل على انها كانت أربعا لا أربعين ويأتي ما يدل عليه.
[8] والد عيينة.
والد الأقرع.
- المؤلف -

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 276
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست