responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 250

رأيتمونا قد غنمنا فلا تشركونا وإن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا وفي أخرى إن رأيتمونا قد هزمناهم حتى أدخلناهم مكة فلا تبرحوا من هذا المكان وإن رأيتموهم قد هزمونا حتى ادخلونا المدينة فلا تبرحوا والزموا مراكزكم اه‌ ومنه يعلم كيف بالغ النبي ص في ايصائهم بعدم اخلاء مراكزهم غاية المبالغة وما في ذلك من التدبير الحربي العظيم وكيف كانت المصيبة العظمى يوم أحد بسبب مخالفتهم النبي ص ولولا ذلك لتمت لهم النصرة على المشركين.
ثم إنه ص قام فخطب الناس خطبة اقتصرنا منها على ما له علاقة بالحرب فقط فقال: أيها الناس أوصيكم بما أوصاني به الله في كتابه من العمل بطاعته والتناهي عن محارمه انكم اليوم بمنزل اجر وذخر لمن ذكر الذي عليه ثم وطن نفسه على الصبر واليقين والجد والنشاط فان جهاد العدو شديد شديد كربه قليل من يصبر عليه إلا من عزم له على رشده إن الله مع من أطاعه وإن الشيطان مع من عصاه فاستفتحوا أعمالكم بالصبر على الجهاد والتمسوا بذلك ما وعدكم الله وعليكم بالذي آمركم به فاني حريص على رشدكم إن الاختلاف والتنازع والتثبيط من أمر العجز والضعف وهو مما لا يحبه الله ولا يعطي عليه النصر والظفر والمؤمن من المؤمن كالرأس من الجسد إذا اشتكى تداعى عليه سائر الجسد والسلام عليكم.
واخرج ص سيفا مكتوبا في إحدى صفحتيه:
- في الجبن عار وفي الاقبال مكرمة * والمرء بالجبن لا ينجو من القدر - وقال من يأخذ هذا السيف بحقه فقام جماعة فلم يعطه لهم فقام أبو دجانة الأنصاري فقال وما حقه يا رسول الله قال تضرب به في وجه العدو حتى ينحني قال أنا آخذه بحقه فدفعه إليه وكان يختال عند الحرب فقال ص انها لمشية يبغضها الله إلا في هذا الموطن.
وجعلت هند ومن معها من نساء المشركين قبل أن يلتقي الجمعان يقفن امام صفوف المشركين يضربن بالطبول والدفوف ثم يرجعن إلى مؤخر الصف حتى إذا دنوا من المسلمين تأخر النساء فقمن خلف الصفوف وكلما ولى رجل حرضنه وذكرنه قتلى بدر وهند تقول وهي ومن معها يضربن بالطبول والدفوف خلف الصفوف:
- نحن بنات طارق * نمشي على النمارق - - مشي القطا البوارق * المسك في المفارق - - والدر في المخانق * إن تقبلوا نعانق - - أو تدبروا نفارق * فراق غير وامق - وفي لسان العرب عن ابن بري أن الشعر لهند بنت بياضة بن رباح بن طارق الأيادي قالته يوم أحد تحض على الحرب وهو قولها: نحن بنات طارق.
وأول من أنشب الحرب بينهم أبو عامر الراهب طلع في خمسين من قومه معه عبيد قريش فنادى بالأوس قال أنا أبو عامر قالوا لا مرحبا بك ولا أهلا يا فاسق قال لقد أصاب قومي بعدي شر فتراموا بالحجارة والسهام هم والمسلمون ثم ولى أبو عامر وأصحابه. ثم دنا القوم بعضهم من بعض والرماة يرشقون خيل المشركين بالنبل فترجع.
وبرز طلحة بن أبي طلحة صاحب لواء المشركين فصاح من يبارز فبرز إليه علي بن أبي طالب ع فبدره علي بضربة على رأسه فمضى السيف حتى فلق هامته إلى أن انتهى إلى لحيته فوقع وفي رواية تأتي أن عليا ضربه على فخذيه فقطعهما فسقط وانصرف علي ع فقيل له هلا دففت عليه فقال أنه لما صرع استقبلني بعورته فعطفتني عليه الرحم وقد علمت أن الله سيقتله هو كبش الكتيبة يشير إلى رؤيا النبي ص المتقدمة فلما قتل طلحة سر رسول الله ص وكبر تكبيرا عاليا وكبر المسلمون ثم شد أصحاب رسول الله ص على كتائب المشركين حتى انتقضت صفوفهم وفي كيفية قتله روايات أخر تأتي في سيرة علي ع انش وفي ترتيب أسماء من أخذ اللواء بعد طلحة وعددهم ومن قتلهم بعض الاختلاف بين المؤرخين لكنهم اتفقوا على أن طلحة قتله علي بن أبي طالب.
وقد أغرب الدكتور محمد حسين هيكل في كتابه حياة محمد في هذا المقام فذكر أن طلحة قتله حمزة مع اتفاق من رأينا كلامهم من المؤرخين على أنه قتله علي ع ثم أنه لم يأت على ذكر علي في هذا المقام أصلا ونسب انهزام المشركين إلى قتال حمزة وأبي دجانة مع أنك ستعرف أن انهزامهم بقتل طلحة الذي قتله علي وقتل أصحاب اللواء كلهم على أصح الروايات ثم استمر على عدم ذكر علي بشئ حتى ذكر أمر الهزيمة فقال وكان أكبر هم كل مسلم أن ينجو بنفسه الا من عصم الله من أمثال علي بن أبي طالب فساواه بغيره مع أن الحق الذي لا يرتاب فيه أنه لم يكن له مماثل واحد فضلا عن أمثال ثم لم يذكر لعلي أثرا غير ذلك سوى أنه أسرع إلى النبي ص لما وقع في الحفرة التي حفرها أبو عامر فاخذ بيده ورفعه طلحة ثم ذكر أنه كان حول النبي ص جماعة وعد منهم علي بن أبي طالب غير مميز له بشئ ومسدلا الستر على مميزاته وخصائصه التي انفرد بها في تلك الوقعة مساويا له بمن لا يساويه ولا يدانيه.
قال الواقدي: ثم حمل لواء المشركين بعد طلحة اخوه عثمان بن أبي طلحة وقال:
- إن على رب اللواء حقا * ان تخضب الصعدة أو يندقا - فتقدم باللواء والنسوة خلفه يحرضن ويضربن بالدفوف فحمل عليه حمزة بن عبد المطلب فضربه بالسيف على كاهله فقطع يده وكتفه حتى انتهى إلى مؤزره فبدا سحره أي رئته ورجع فقال أنا ابن ساقي الحجيج.
ثم حمل اللواء أخوهما أبو سعد أو أبو سعيد بن أبي طلحة فرماه سعد بن أبي وقاص فأصاب حنجرته فأدلع لسانه فقتله. قال سعد:
واخذت سلبه ودرعه فنهض إلى سبيع بن عبد عوف ونفر معه فمنعوني وكان أجود سلب رجل من المشركين درع فضفاضة أي واسعة ومغفر وسيف جيد ولكن حيل بيني وبينه: قال ابن أبي الحديد شتان بين علي وسعد هذا يداحش على السلب ويتأسف على فواته وذلك يقتل عمرو بن عبد ود يوم الخندق وهو فارس قريش وصنديدها مبارزة فيعرض عن سلبه فيقال له كيف تركت سلبه وهو أنفس سلب فقال كرهت أن ابز السري ثيابه فكان حبيبا عناه بقوله:
- إن الأسود اسود الغاب همتها * يوم الكريهة في المسلوب لا السلب - ثم حمل لواء المشركين بعد أبي سعد مسافع بن طلحة بن أبي طلحة فرماه عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح فقتله فنذرت امه سلافة وكانت مع النساء أن تشرب في قحف رأس عاصم الخمر وجعلت لمن جاءها به مائة

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست