responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 249

انتهى إلى رأس الثنية التفت فنظر إلى كتيبة خشاء لها زجل خلفه فقال ما هذه قيل حلفاء ابن أبي من اليهود فقال لا نستنصر باهل الشرك على أهل الشرك فرجعت. ومضى حتى اتى الشيخين وهما اطمان [1] كانا في الجاهلية فيهما شيخ أعمى وعجوز عمياء يهوديان يتحدثان فسمي الاطمان الشيخين فعرض عسكره بالشيخين فرد غلمانا استصغرهم منهم عبد الله بن عمر وزيد بن ثابت وأسامة بن زيد والنعمان بن بشير وزيد بن أرقم والبراء بن عازب وعرابة بن أوس الذي يقول فيه الشماخ:
- رأيت عرابة الأوسي يسمو * إلى الخيرات منقطع القرين - - إذا ما راية رفعت لمجد * تلقاها عرابة باليمين - وأبو سعيد الخدري وسمرة بن جندب ورافع بن خديج فقيل له ان رافعا رام قال رافع فجعلت أتطاول وعلي خفان لي فأجازني رسول الله ص فقال سمرة بن جندب لزوج امه مري بن سنان يا أبه أجاز رسول الله ص رافعا وردني وانا أصرعه فقال يا رسول الله رددت ابني وأجزت رافعا وابني يصرعه فقال تصارعا فصرعه سمرة فاجازه. وفرع رسول الله ص من عرض الجيش وغابت الشمس فاذن بلال بالمغرب ثم العشاء فصلى بهم النبي ص وبات هناك ورسول الله ص نازل في بني النجار واستعمل على الحرس محمد بن مسلمة في خمسين رجلا يطيفون بالعسكر وقام ذكوان بن عبد القيس يحرس رسول الله ص تلك الليلة فلما كان السحر أدلج رسول الله فحانت صلاة الصبح بالشوط حائط أي بستان بين المدينة واحد فاذن بلال وصلى بأصحابه صفوفا ومن ذلك المكان انخزل عبد الله بن أبي بن سلول ومن معه من أهل النفاق وهم ثلثمائة وهو يقول عصاني وأطاع الولدان ومن لا رأي له سيعلم، ما ندري علا م نقتل أنفسنا ارجعوا أيها الناس فرجعوا فبقي رسول الله ص في سبعمائة وتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر بن عبد الله وكان في الخزرج كعبد الله بن أبي من رؤسائهم يقول: يا قوم أذكركم الله ان تخذلوا قومكم ونبيكم وقد شرطتم له ان تمنعوه مما تمنعون منه أنفسكم وأولادكم ونساءكم فقال ابن أبي مخادعة واستهزاء ما ارى أنه يكون بينهم قتال وان أطعتني يا أبا جابر لترجعن فلما أبوا ودخلوا أزقة المدينة قال لهم أبعدكم الله إن الله سيغني النبي والمؤمنين عن نصركم ورجع يركض فلما أصيب أصحاب رسول الله ص سر ابن أبي وأظهر الشماتة ولما رجع ابن أبي بمن معه اختلفت طائفتان من الأنصار بينهم وهما بنو حارثة من الأوس وبنو سلمة من الخزرج قالت إحداهما نقتلهم وخالفتها الأخرى فنزلت فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا وقيل لما رأى بنو سلمة وبنو حارثة ابن أبي قد خذل هموا بالانصراف وكانوا جناحين من العسكر ثم عصمهما الله فنزلت إذ همت طائفتان منكم ان تفشلا الآية. وسار رسول الله ص من الشوط فقال من يدلنا على الطريق ويخرجنا على القوم من كثب فقال أبو حثمة الحارثي انا يا رسول الله فسلك بهم في بني حارثة ثم اخذ في الأموال حتى مر بحائط مربع بن قيظي وكان أعمى البصر منافقا فقام يحثو التراب في وجوه المسلمين ويقول إن كنت رسول فلا تدخل حائطي فلا أحله لك واخذ حفنة من تراب وقال والله لو اعلم اني لا أصيب بها غيرك يا محمد لضربت بها وجهك فضربه سعد بن زيد الأشهلي بقوس في يده فشجه في رأسه وأرادوا قتله فقال ص دعوه فإنه أعمى البصر أعمى القلب فغضب له بعض بني حارثة فاجابه أسيد بن حضير فنهاهم النبي ص عن الكلام فاسكتوا ومضى رسول الله ص فبينما هو في مسيره إذ ذب فرس أبي برده بن نيار بذنبه فأصاب كلاب سيف فسله فقال ص يا صاحب السيف شم سيفك فاني أخال السيوف ستسل اليوم فيكثر سلها وكان ص يحب الفال ويكره الطيرة. ولبس ص من الشيخين درعا واحدا حتى انتهى إلى أحد فلبس درعا أخرى ومغفرا وبيضة فوق المغفر فلما نهض من الشيخين زحف المشركون على تعبية وجعل رسول الله ص أحدا خلف ظهره واستقبل المدينة واقبل المشركون فاستدبروا المدينة في الوادي واستقبلوا أحدا وصفوا صفوفهم واستعملوا على الميمنة خالد بن الوليد وعلى الميسرة عكرمة بن أبي جهل ولهم مجنبتان مائتا فرس مائة في الميمنة ومائة في الميسرة وجعلوا على الخيل صفوان بن أمية ويقال عمرو بن العاص وعلى الرماة عبد الله بن أبي ربيعة وكانوا مائة رام ودفعوا اللواء إلى طلحة بن أبي طلحة واسم أبي طلحة عثمان من بني عبد الدار لأن لواء قريش كان لهم في الجاهلية لا يحمله غيرهم، وصاح أبو سفيان: يا بني عبد الدار نحن نعرف انكم أحق باللواء منا وانما آتينا يوم بدر من اللواء وانما يؤتى القوم من قبل لوائهم فالزموا لواءكم وحافظوا عليه أو خلوا بيننا وبينه، يحرضهم بذلك على القتال، فغضبت بنو عبد الدار وقالوا نحن نسلم لواءنا لا كان هذا ابدا، فقال أبو سفيان فنجعل لواء آخر قالوا نعم ولا يحمله الا رجل من بني عبد الدار لا كان غير ذلك ابدا.
وعبى رسول الله ص أصحابه وجعل ميمنة وميسرة وجعل يمشي على رجليه يسوي الصفوف ويبوئ أصحابه مقاعد للقتال، يقول تقدم يا فلان وتأخر يا فلان حتى أنه ليرى منكب الرجل خارجا فيؤخره فهو يقومهم كما تقوم القداح فلما استوت الصفوف سال من يحمل لواء المشركين قيل بنو عبد الدار، قال نحن أحق بالوفاء منهم وكان اللواء مع علي ع فأعطاه مصعب بن عمير لأنه من بني عبد الدار فلما قتل مصعب رده إلى علي ع:
قال المفيد: كانت راية رسول الله ص في هذه الغزاة بيد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع كما كانت بيده يوم بدر ثم صار اللواء إليه فكان صاحب الراية واللواء جميعا اه‌ والراية هي العلم الأكبر واللواء دونها في المصباح المنير. لواء الجيش علمه وهو دون الراية اه‌ [2] ويأتي في سيرة أمير المؤمنين ع زيادة على هذا في أمر الراية واللواء. ووقف النبي ص تحت راية الأنصار وفيه من السياسة وحسن التدبير ومعرفة الحق لأهله ما لا يخفى. قال الطبري وامر الزبير على الخيل ومعه يومئذ المقداد بن الأسود الكندي وخرج حمزة بالجيش بين يديه واقبل خالد بن الوليد على خيل المشركين ومعه عكرمة بن أبي جهل فبعث رسول الله ص الزبير وقال استقبل خالد بن الوليد فكن بازائه حتى أوذنك وامر بخيل أخرى فكانوا من جانب آخر وقال لا تبرحن حتى أوذنكم اه‌ وهذا ينافي ما مر انه لم يكن معه ص غير فرسين.
وأرسل أبو سفيان إلى الأنصار يقول خلوا بيننا وبين ابن عمنا فننصرف عنكم فلا حاجة لنا إلى قتالكم فردوا عليه ما يكره.
وجعل رسول الله ص الرماة خلف العسكر على جبل هناك عند فم الشعب وكانوا خمسين رجلا وأمر عليهم عبد الله بن جبير وقال انضح الخيل عنا بالنبل لا يأتوننا من خلفنا فان الخيل لا تقدم على النبل وأثبت مكانك إن كانت لنا أو علينا فانا لا نزال غالبين ما مكثتم مكانكم وفي رواية إن


[1] تثنية اطم بضم الهمزة وسكون الطاء أو بضمها وهو الحصن.
[2] هذا لا ينافي ما يظهر من القاموس وغيره من كتب اللغة من اتحاد الراية واللواء فإنه مبني على ما تعارف بين اللغويين من التفسير بالأعم. المؤلف -

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 249
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست