responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 116

وروى الطبري في تفسيره روايات كثيرة والبخاري في صحيحه ان المتظاهرتين كانتا عائشة وحفصة.
وان نساء النبي ص فعلن ما يوجب اعتزاله إياهن تسعة وعشرين يوما حتى نزلت آية التخيير: يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فان الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما.
ويعتقدون ان أفضل أمهات المؤمنين خديجة بنت خويلد وان من المحسنات أم سلمة.
وأما الجواب عن السؤال الثاني: فهو ان السيدة عائشة أم المؤمنين كانت راوية للحديث بصيرة بالفقه جريئة على النبي ص ظهر ذلك منها في عدة مواضع حفظها التاريخ لا يتسع المقام لذكرها، منها قولها له في غزاة فتح مكة: إنك تزعم إنك رسول الله فما لك لا تعدل كما في السيرة الحلبية ج 3 ص 293 ومنها إنه لما أراها ولده إبراهيم لترى ما بينه وبين ولده من عظيم الشبه قالت إنها لا ترى بينهما شبها كما في كتاب حياة محمد للدكتور هيكل ص 429 ولتكاد تتهم مارية بما يعرف النبي ص براءتها منه كما في ص 431 منه.
ويرون إنها أخطأت بخروجها على الإمام العادل مظهرة الطلب بدم عثمان، وهي كانت من أعظم المحرضين عليه، وكانت تقول ما هو معروف مشهور وتخرج قميص رسول الله ص وتقول ما هو معروف مشهور أيضا لا حاجة بنا إلى ذكره وقد تركت عثمان وهو محصور لم تنصره ولم تحرض على نصره وخرجت إلى مكة فبقيت فيها حتى قتل ثم خرجت من مكة تريد المدينة وهي لا تعلم بقتله، روى الطبري [1] وابن الأثير [2] أنها لما كانت بسرف لقيها ابن أم كلاب وهو من أخوالها فقالت له: مهيم؟ قال قتل عثمان قالت ما صنعوا قال أخذها أهل المدينة بالاجتماع فجازت بهم الأمور إلى خير مجاز وحارت بهم خير محار اجتمعوا على بيعة علي، فقالت:
ليت هذه انطبقت على هذه ان تم الامر لصاحبك ردوني ردوني فانصرفت إلى مكة وهي تقول: قتل والله عثمان مظلوما، والله لأطلبن بدمه. فقال لها ولم والله أن أول من أمال حرفه لانت ولقد كنت تقولين اقتلوا نعثلا فقد كفر قالت إنهم استتابوه ثم قتلوه وقد قلت وقالوا وقولي الأخير خير من قولي الأول، فقال لها ابن أم كلاب:
- منك البداء ومنك الغير * ومنك الرياح ومنك المطر - - وأنت امرت بقتل الإمام * وقلت لنا أنه قد كفر - - فهبنا أطعناك في قتله * وقاتله عندنا من أمر - - ولم يسقط السقف من فوقنا * ولم ينكسف شمسنا والقمر - - وقد بايع الناس ذات تدرء * يزيل الشبا ويقيم الصعر - - ويلبس للحرب أثوابها * وما من وفى مثل من قد غدر - وقد أمرت أن تقر في بيتها بقوله تعالى: وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى. ويعتذر المعتذرون لها بأنها اجتهدت فأخطأت أو أذنبت فتابت، ورحمة الله واسعة، ويصعب علينا التصديق بان هذا كان اجتهادا وإذا جردنا أنفسنا عن التقليد ونظرنا نظرا لم يتأثر بشئ وجدناه بعيدا عن الاجتهاد غاية البعد وقد قال بعض علماء الأعصار الأخيرة من الشيعة:
- عائش ما نقول في قتالك * سلكت فيه سبل المهالك - - ويا حميرا سبك محرم * لأجل عين ألف عين تكرم - وروى أبو الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين بسنده إنه لما جاءها قتل علي بن أبي طالب سجدت وروى فيه أبو الفرج أيضا ومحمد بن سعد في الطبقات الكبير وذكره المرزباني في معجم الشعراء والطبري في تاريخه وابن أثير في الكامل: انه لما أتاها نعيه تمثلت:
- فألقت عصاها واستقرت بها النوى * كما قر عينا بالإياب المسافر - ثم قالت: من قتله؟ قيل: رجل من مراد فقالت:
- فان يك نائيا فلقد نعاه * غلام ليس في فيه التراب - قال أبو الفرج: ثم تمثلت:
- ما زال اهداء القصائد بيننا * شتم الصديق وكثرة الألقاب - - حتى تركت كان قولك فيهم * في كل مجتمع طنين ذباب - وان ما جاء من أن النبي ص كان يستمع إلى الغناء وهي معه وانه كان عنده نساء يلعبن بالدفوف وهي عنده فجاء بعض أكابر الصحابة فقال اسكتي فقد جاء رجل لا يحب الباطل أو ما هذا معناه لست أحفظ لفظ الحديث ولم تمكنني الفرصة لمراجعته باطل مختلق وان ذكر في كتب مشهورة لمنافاته مقام النبوة وشرف الرسالة. وسبيل هذه الأخبار سبيل كثير مما جاء في هذا الباب.
وأما الجواب عن السؤال الثالث فيعلم مما ذكر في جواب السؤالين الأول والثاني.
وأما الجواب عن السؤال الرابع فالمراجع المعتمدة عند الشيعة هي كتب السيد المرتضى وأمثاله. وتجدون كثيرا من آرائه وأقواله منقولة في شرح النهج الحديدي. ومن المراجع المعتمدة في التفسير مجمع البيان للطبرسي المطبوع ومروج الذهب للمسعودي في التاريخ. والاعتماد عليها لا يعني ان جميع ما فيها صواب فلا ينزه عن الخطا غير كتاب الله العزيز.
وأما الجواب عن السؤال الخامس فكتاب النشاشيبي لم أره ولا كلفت نفسي رؤيته وما فيه ان طابق ما قلناه فصواب وإلا فلا.
البحث العاشر في الإشارة إلى علماء الشيعة وشعرائهم وأدبائهم وكتابهم ومصنفيهم في فنون الإسلام في كل عصر وزمان وسبقهم الناس إلى التأليف في كثير منها في عصر الصحابة والتابعين وتابعي التابعين وما بعدهم إلى اليوم وما أسدوه من خدمة جلى إلى الاسلام وإلى الأدب العربي.
وهو مفصل في تراجمهم الآتية في أبوابها وإنما نريد ان نشير إليه هنا إشارة إجمالية ونذكر منه نموذجا فقط لندل بذلك على ما عليه الشيعة من الجد والاجتهاد في تحصيل العلوم ونشرها والتآليف والتصنيف فيها في عصر السعة والضيق والعسر واليسر والخوف والأمن، وعلى تسلسل ذلك بدون انقطاع من صدر الإسلام إلى اليوم مع الكثرة المفرطة في كل عصر في العلماء والمؤلفات بالنسبة إلى عددهم. قال الشيخ أبو جعفر محمد ابن الحسن


[1] ج 5 ص 172.
[2] ج 2 ص 102 الطبعة الثانية.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست