نام کتاب : شمس العلوم نویسنده : الحميري، نشوان جلد : 1 صفحه : 72
الحَذف
الحذفُ في
كلامِ العَرب على وَجْهَين : حَذْفٌ عن عِلّة ، والقياس فيه مطَّرِد. وحَذْفُ
استخفافٍ لا يَجوزُ فيه القِياس.
فالحذف
الذي عن عِلَّة : إِذا كانَ فاءُ الفِعل واواً ، وكان على « فَعَلَ يَفْعِلُ » بفَتْح
العَيْن في الماضي وكسرها في المستقبل ، حُذِفَتِ الواو في المستقبل لوقوعها بين ياءٍ
وكَسْرة. وذلكَ في مِثْل : وَلَدَ يَلِدُ ، ووَعَدَ يَعِدُ ، ووَصَلَ يَصِلُ ،
أصلُها : يَوْلِدُ ، ويَوْعِدُ ، ويَوْصِلُ ؛ فحذفت الواو لوقوعها بين ياءٍ وكسرة
، قال الله تعالى : ( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ
يُولَدْ )[١] ، فحذفت الواو
في يَلِدْ ، لأنها وقعت بين ياء وكسرة ، ولم يحذفها في
: يُولَدْ ، لأنها وقعت
بين ياء وفتحة. ومثل ذلك قوله تعالى : ( لا تَوْجَلْ )[٢]. ( جمه فأما : يَهَبُ ، ويَدَعُ ، فَأصلهما : يَوْهِبُ
، ويَوْدِعُ بكسر الهاء والدال. ومَنْ قالَ : أصلهما بالفتح فقد أخطأ ، لأنه لو
كان كما قال لم تحذف الواو ، كما لم تحذف في : يولد وتوجل ، وإِنما حذفت الواو
منهما لوُقُوعها بين ياء وكسرة : ثم فتحا بعد حذفها لأن فيهما حرف من حروف الحلق. إِلى
هـ ) [٣].
وكذلكَ حُذفتِ
الواوُ في المصْدَر من هذا الباب في : عِدَة ، وزِنَة ، وصِلَة ، ولِدَة ، وكان
الأصل : وِعْدَة ، ووِزْنَة ، ووِصْلَة ، ووِلْدَة ، فاستُثْقِلَتِ الكَسْرةَ على
الواو ، فنُقِلَت
[٢]من الآية : ٥٣
من سورة الحجر ، ١٥ تمامها : (
قالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ ).
[٣]ما بين القوسين
انفردت به نسخة الأصل ( س ) وجعل ناسخها في أول هذه الزيادة الرمز ( جمه ) وهي رمز
الناسخ جمهور بن علي بن جمهور الهمداني ، وفي نهاية العبارة المزيدة الرمز ( الى ه
) ، ولعل هذا من إِضافة الناسخ.
نام کتاب : شمس العلوم نویسنده : الحميري، نشوان جلد : 1 صفحه : 72