نام کتاب : شمس العلوم نویسنده : الحميري، نشوان جلد : 1 صفحه : 141
يقهرهم بها ، أو مال يستعبدهم به ، أو دين ينقادون له به ؛ فلما وجدت أبا
بكر أفقر قريش وأقلَّهم عشيرة علمت أن الناس ما انقادوا له إِلا بالدين والفضل ،
فأجمعت الأمة على إِمامته
لدينه وفضله ، وقد قال
النبي صَلى الله عَليه وسلم : « ما كان اللهُ لِيَجْمَعَ أُمَّتي على ضَلال » [١].
وقال غيره : قدّمته
الأمة لفضله ولتقديم النبي صَلى الله عَليه وسلم له في الصلاة
إِذْ أقامه مقام نفسه فصلى بأصحابه تسعة أيام قبل موته ، وجاء النبي صَلى الله
عَليه وسلم وهو يصلي بهم فصلّى معهم خلفه ، ولا يصحّ ذلك إِلا بكمال الفضل فيه [٢].
وقال مصنف
الكتاب ـ رحمهالله ـ : وقول النظّام أصح هذه الأقوال عندي. لأن كتاب الله
ـ عزوجل ـ شاهد على صحته ، وقوله أولى وأمره أعلى. وقد استوفينا
ذلك في كتابنا المعروف بـ « صحيح الاعتقاد وصريح الانتقاد » [٣] وكتابنا
المسمّى بـ « مسك العدل والميزان في موافقة القرآن » [٤].
* * *
فَعَلَ
، بفتح العين ، يَفْعِلُ ، بكسرها
ث
[
أَثَّت ] أَعالي النخلة أَثاثةً : إِذا التفَّت ، قال الشاعر [٥] :
[١]عن ابن عمر رواه
الترمذي في الفتن ، باب ما جاء في لزوم الجماعة ، رقم (٢١٦٨) بلفظ « إِن الله لا
يجمع أمتي على ضلالة » وبلفظ « قد أجاركم الله من ثلاث خلال : ... وأن لا تجتمعوا
على ضلالة » رواه أبو داود عن أبي مالك الأشعري ، في الفتن ، باب ذكر الفتن
ودلائلها رقم (٤٢٥٣).
[٢]راجع سيرة ابن
هشام : ٢ / ٦٤٩ ـ ٦٦١ ؛ كتاب المعارف ( أخبار أبي بكر الصديق ) : ( ١٦٧ ـ ١٧٨ ).