نام کتاب : نافذة على الفلسفة نویسنده : الساعدي، صادق جلد : 1 صفحه : 67
نشوء البدن ، كما
أوضح ذلك صدر المتألهين استناداً إلى فكرة الحركة الجوهرية. [١] كما إنها تحتاج إلى البدن في فعلها
ونشاطها ، فهي التي تدرك وترى وتسمع وتلمس ... كل ذلك بواسطة البدن ، وفي آخر
الأمر يُتاح لها أن تستقل عن البدن بعد موته.
٣ ـ الجوهر الجسماني
وهو الموجود الذي له أبعاد ثلاثة وله
زمان ومكان وقابل للأشكال المتعددة والألوان المختلفة ، ويتحقق لنا إثباته عن طريق
العقل لا عن طريق الحس ، وذلك لأن ما ندركه من الأجسام ليس سوى أعراض تعرض على
الأجسام ومن خلالها نستنتج أبعادها الثلاثة.
والجوهر الجسماني مركب من جوهرين آخرين
أحدهما الجوهر المادي والآخر الجوهر الصوّري ، وسيأتي توضيحهما بعد قليل.
٤ ـ الجوهر المادي
أو الهيولى : (٢)
وهو مُبْهم لا تشخص فيه سوى قابليته
واستعداده للتشخص ـ أي قبوله لصورة الأنواع المختلفة ـ وهو موجود في جميع الأجسام
وَيكون متشخصاً بسبب الصور النوعية التي تظهر فيه ، ولكنه في الجميع واحد مشترك ، فالتراب
حين يكون نباتاً والنبات حين يكون حيواناً ، والحيوان حين يكون معدناً ... فإن
الجوهر المادي أو ما يسمّى بالهيولى فيها واحد لا يختلف ، وإنما الذي اختلف صور
الأشياء التي توالتْ عليه ، فالصورة الترابية هي التي تغيّرت إلى صورة
[١]ـ سوف يأتي في
الدرس الرابع عشر بيان لفكرة الحركة الجوهرية.
[٢]ـ الهيولى كلمة
يونانية تعني الأصل ، وهي واحدة في جميع الأشياء في الجماد والنبات والحيوان ..
وإنما تتباين الكائنات في الصور فقط.
نام کتاب : نافذة على الفلسفة نویسنده : الساعدي، صادق جلد : 1 صفحه : 67