والمتعلمين ايضاً ، لا
يستطيعون معرفة حقيقة الظواهر الاستعمارية المعاصرة من خلف اقنعتها التي
تتستر بها ، ومواجهة الحقيقة كما هي بعيداً عن الضجيج الاعلامي الخادع الذي
يحيط بها.
وللأسف ، نشاهد في عالمنا المعاصر ، هذه
الحقيقة المرّة وهي ان الألعاب الرياضية والسباقات اصحبت وسائل واوراق ضغط
بيد القوىٰ الاستعمارية ، فتشغل الشباب المستعد عن الالتفات الىٰ اصل
القضايا والمسائل المهمة في الحياة ، فضلاً عن الأموال الباهضة التي تصرفها
الدول في هذه المجالات لتربية ابطال ومحترفين ، في حين ان شعوبهم يعانون
من الفقر والمشاكل الاقتصادية الاخرىٰ.
وان جميع ما ذكرناه يرجع الىٰ طرف
واحد من العملة ، أي الالعاب التي يمكن ان تسمىٰ صحيحة ، اما الوجه الآخر
لهذه العملة ، فلا يكن تسميتها الّا «
أعمال وحشية وخيانة » مثل : الملاكمة والمصارعة و ... ، تشاهدون في التلفاز
وتقرأون في الصحف ، انهم يدعون اثنين من الشباب الاقوياء ، والاصحاء باسم
سباق الملاكمة ، فيبدأون بتوجيه ضربات ولكمات الىٰ جسدي بعضهما امام أعين
آلاف المشاهدين مباشرة وملايين آخرين من خلال التلفاز ، وبعد عدة ادوار من
الدماء والآلام ، يعلن احدهما فائزاً علىٰ الآخر ، وتقدم له جوائز
تقدّر بملايين الدولارات ، لكي يرغب وبحث من جديد علىٰ علىٰ جريمة اخرىٰ.
فهل شاهدتم ، حتىٰ في العصر الحجري ( سوىٰ في تاريخ العبيد الذين
يقاتلون حتىٰ الموت ) ان يصفق للمجرم ، ويرغَّب علىٰ جريمة اُخرىٰ
بالجوائز التي تعطىٰ له علىٰ جريمته الاُولىٰ ؟!