أيها
الناس ، أي قلب لا ينصدع لقتله؟ أم أي فؤاد لا يحن إليه؟ أم أي سمع يسمع بهذه
الثلمة التي ثلمة في الإسلام ولا يصم؟ أيها الناس ، أصبحنا مشردين مطرودين مذودين
شاسعين عن الأمصار كأننا أولاد ترك وكابل ، من غير جرم اجترمناه ، ولا مكروه
ارتكابناه ، ولا ثلمة في الإسلام ثلمناها ، ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين أن
هذا إلا اختلاق ، والله لو أن النبي تقدم إليهم في قتالنا كما تقدم اليهم الوصية
بنا لما زادوا على ما فعلوا بنا ، فإنا لله وإنا إليه راجعون من مصيبة ما أعظمها
وأفجعها وأكظها وأفظها وأمرها وأفدحها ، فعند الله نحتسب ما أصابنا ، وما بلغ بنا
، فإنه عزيز ذو انتقام»[١].
هذه هي وصية الإمام عليهالسلام لشيعته بملازمة
الحزن وتجدده عند ذكر سيد الشهداء عليهالسلام
، وما ينبغي لهم ، فكيف بحال أخته الطاهرة السيدة آمنة عليهاالسلام وغيرهن من
الفاطميات؟!
محاولة تشويه
الحقائق إذن
إذا عرفنا أحزان أهل البيت عليهمالسلام وتفجعهم من وقع
المأساة ، علمنا أن حزنهم هذا إدانة للأمويين ولمن نحى منحاهم ، والحزن الدائم
الذي رفعه أهل البيت عليهمالسلام
شعارا لمظلوميتهم ، حاول أعداؤهم مسخه وتغييره إلى حالات من التوافق والانسجام
بينهم وبين أعدائهم ، بل إلغاء أحزانهم عليهمالسلام
وإحالتها إلى قضية وقتية ، شعر بها أهل البيت عليهمالسلام
بالانقباض إبان واقعة الطف ، وانتهى الأمر بنسيانها وإسدال ستار العلاقات الطيبة
بين أهل