نام کتاب : عقيلة قريش آمنة بنت الحسين عليهما السلام نویسنده : الحلو، السيد محمد علي جلد : 1 صفحه : 136
على أن الإمام الصادق عليهالسلام صور حزن الفاطميات
بقوله : «ما اكتحلت
هاشمية ولا اختضبت ، ولا رؤي الدخان في بيت هاشمي خمس حجج إلى أن قتل عبيدالله بن
زياد»[١].
بل إن السيدة آمنة عليهاالسلام حينما وصلت المسجد
النبوي في المدينة صاحت : يا جداه إليك المشتكى مما جرى علينا ، فوالله ما رأيت
أقسى من يزيد ، ولا رأيت كافرا ولا مشركا شرا منه ولا أجفى وأغلظ ، فلقد كان يقرع
ثغر أبي بمخصرته وهو يقول : كيف رأيت الضرب يا حسين [٢].
هكذا عبرت السيدة آمنة عن لوعتها
وتفجعها للمصاب ، فكيف تنسى بعد ذلك وترتكب حياة تعدد الأزواج؟!
والسيدة الرباب أمها بكت على أبي
عبدالله حتى جفت دموعها ، فأعلمتها بعض جواريها بأن السويق يسيل الدمعة ، فأمرت أن
يصنع لها السويق لاستدرار الدموع [٣].
والإمام زين العابدين عليهالسلام يدعو إلى الحزن على
أبي عبدالله عليهالسلام
ويتعجب ممن لا يحزن من أجله ، ولا يبكي على مأساة ، فقال في خطبته حين وصول
المدينة بعد أن حمد الله وأثنى عليه قال :
«أيها
القوم ، إن الله تعالى وله الحمد ابتلانا بمصائب جليلة ، وثلمة في الإسلام عظيمة ،
قتل أبو عبدالله الحسين عليهالسلام وعترته ، وسبيت نساؤه
وصبيته وداروا برأسه في البلدان ، من فوق عامل السنان ، وهذه الرزية التي لا مثلها
رزية.
أيها
الناس ، فأي رجالات منكم يسرون بعد قتله؟ أم أي فؤاد لا يحزن من أجله؟ أم أية