نام کتاب : عقيلة قريش آمنة بنت الحسين عليهما السلام نویسنده : الحلو، السيد محمد علي جلد : 1 صفحه : 118
الدماء وكان الناس
يرون مظلومية الإمام الحسين عليهالسلام
شاخصة في ولده علي ابن الحسين عليهماالسلام
الذي لم يبعد أذهان الأمة عن مجريات ذلك اليوم الرهيب ، وما فعله بنو أمية بأهل
هذا البيت الطاهر ، والناس وإن لم يقدموا النصرة لآل البيت عليهمالسلام وقتذاك وما أظهروه
من تخاذل ونكوص ، فإن المأساة تعيش في وجدانهم ، وفصولها تستعيدها ذاكرتهم ، ولا
يزال الأشخاص الذين حضروا المأساة يعيشون بين ظهرانيهم ، كعلي بن الحسين عليهماالسلام والسيدة آمنة
وأخواتها الطاهرات ، حتى إن بني مروان تحاشوا في بادئ الأمر سفك دماء الهاشميين ، وأظهروا
الورع في أول أمرهم من اضطهاد العلويين ، وذلك لما أحسوه من خطر المجازفة في
دمائهم بعد واقعة الطف التي تحفظها ذاكرة الأمة ، ومظلومية أهل البيت عليهمالسلام شاخصة لديهم ، لذا
فإن عبدالملك بن مروان يبدي تحفظه في دماء آل أبي طالب لا عن قناعته في حرمة
دمائهم ، بل عن خوفه على مستقبل دولته الفتية المحاطة بمعارضات سياسية قوية تهدد
كيانه.
قال اليعقوبي في تاريخه : وكان عبدالملك
قد كتب إلى الحجاج وهو على الحجاز : جنبني دماء آل أبي طالب ، فإني رأيت آل حرب
لما تهجموا بها لم ينصروا [١].
وهو ما يعكس شعور المسلمين في نظرتهم
لآل البيت عليهمالسلام
، فيترجمها عبدالملك بن مروان في كتابه هذا وتحفظه على سفك دماء آل أبي طالب حتى
حين.
هذه مكانة آل البيت عليهمالسلام في قلوب الأمة ، فمتى
يتاح لمصعب وأمثاله