responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة نویسنده : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 62

بهذا المطلع الفاني استهلّ معاوية سياسته بعد التحكيم مع المسلمين الذين يخالفونه في الهوى السياسي. وقد بلغ في ذلك شأواً بعيداً ، فقتل وأرعب ، واستصفى الأموال ، وعاث في الأرض فساداً.

وقد استمر على هذه السياسة بعد أن قُتل علي عليه‌السلام ولكنّها إذ ذاك أخذت شكلاً أكثر تنظيماً وعُنفاً وشمولاً.

وقد نصّ المؤرّخون على أنّ هذا الإرهاب بلغ حدّاً جعل الرجل يُفضّل أن يُقال عنه أنّه زنديق أو كافر ولا يُقال عنه أنّه من شيعة علي [١] ، وقد بلغ بهم الحال أنّهم كانوا يخافون من النطق باسمه حتّى فيما يتعلّق بأحكام الدين التي لا ترجع إلى الفضائل التي كان الأمويون يخشون شيوعها ، فكانوا يقولون : «روى أبو زينب» [٢] ، وقال أبو حنيفة : «إنّ بني اُميّة كانوا لا يفتون بقول علي ولا يأخذون به ، وكان علي لا يذكر في ذلك باسمه.

وكانت العلامة باسمه بين المشايخ أن يقولوا : قال الشيخ» [٣].

«وحضر الاُمويّون على الناس أن يسمّوا أبناءهم باسم علي» [٤].

* * *

وكتب معاوية نسخة واحدة إلى عمّاله بعد عام الجماعة :

«أن برئت الذمّة ممّن روى شيئاً من فضل أبي تراب وأهل بيته ، فقامت الخطباء في كلّ كورة ، وعلى كلّ منبر يلعنون علياً ، ويبرؤون منه ، ويقعون فيه وفي أهل بيته».

«وكان أشدّ الناس بلاءً حينئذ أهل الكوفة ؛ لكثرة مَنْ بها من شيعة علي


[١] المصدر السابق ١١ / ٤٤.

[٢] المصدر السابق ٤ / ٧٣.

[٣] مناقب أبي حنيفة للمكي ١ / ١١٧.

[٤] شرح نهج البلاغة ١ / ١٧.

نام کتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة نویسنده : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست