نام کتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة نویسنده : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 59
إحدى وأربعين للهجرة.
وقد كانت سياسة الإمام علي عليهالسلام وطريقته في ممارسة
مهمّة الحكم ، وفهمه لواجبات الحاكم ، كانت هذه الأمور تُشكّل تحدّياً مستمراً
لمعاوية وبطانته ، وتهديداً لمشاريعه في التسلّط على المسلمين. والذي زاد من خطورة
هذه الأفكار على معاوية ومشاريعه أنّها لم تكن أفكاراً مجرّدة ، بل طُبّقت على
حياة الناس بأمانة وإخلاص عظيمين ؛ لذلك عمل معاوية منذ انتهت مهزلة التحكيم على
أن يحارب هذه المبادئ ، وأن يطبع حياة الناس وأفكارهم بالطابع الذي يؤمن له سيطرة
دائمة خالية من أيّ رقابة أو احتجاج ؛ ولذلك مارس سياسة استهدف منها محق نزعة
الحرية لدى الإنسان المسلم ، وتحويله عن أهدافه العظيمة ، ونضاله من أجلها.
ولقد كانت هذه السياسة تقوم على المبادئ
التالية :
أ ـ الإرهاب والتجويع.
ب ـ إحياء النزعة القبلية واستغلاها.
ج ـ التحذير باسم الدين ، وشلّ الروح
الثورية.
وبهذه السياسة حاول معاوية القضاء على
ما لدى الجماهير المسلمة من نزعة إنسانيّة تجعلها خطراً على كلّ حاكم يجافي مبادئ
الإسلام في ممارسته لمهمّة الحكم ، وبذلك أمن ثورة الجماهير ونقدها.
ولنأخذ هذه المبادئ بشيء من التفصيل.
نام کتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة نویسنده : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 59