نام کتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة نویسنده : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي جلد : 1 صفحه : 35
ج ـ الشورى
وإذا كان التفضيل في العطاء قد خلق
شعوراً بالامتياز والتفرّد لدى قريش فإنّ الشّورى التي اقترحها عمر قد أثارت في
نفوس كثير من الأشخاص البارزين في قريش آنذاك ، وفي نفوس قبائلهم وأنصارهم مطامح
سياسية ما كانوا ليحلموا بها ؛ فقد جعل عمر الشّورى في ستة نفر من قريش ، وكلّهم
مرشّح للخلافة. وها نحن نُثبت هنا نصّاً يصوّر لنا توزيع القوى السياسيّة أمام
الحدث الذي يوشك أن يقع ، وهو بيعة خليفة جديد للمسلمين بعد عمر بن الخطّاب من بين
هؤلاء المرشّحين :
«... فخرج عبد الرحمن ـ ابن عوف ـ فمكث
ثلاثة أيّام يُشاور الناس ثمّ رجع ، واجتمع الناس وكثروا على الباب ، لا يشكّون
أنّه يبايع علي بن أبي طالب عليهالسلام[١] ، وكان هوى قريش كافّة ـ ما عدا بني هاشم ـ
في عثمان ، وهوى طائفة من الأنصار مع علي عليهالسلام
، وهوى طائفة أخرى مع عثمان ، وهي أقل الطائفتين» [٢].
فالناس يريدون علياً عليهالسلام ؛ لأنّهم يخشون
سلطان بني أُميّة ، أمّا قريش فهي تخشى علياً وعدله واستقامته ، ولعلّ كثيرين منهم
كانوا على علم ببعض آرائه في المال والاجتماع والولايات ، وأمّا الأنصار فكثرتهم
مع علي عليهالسلام
، وقلّتهم مع عثمان ، وهذا طبيعي ؛ بسبب خوفهم من تسلّط قريش على جميع مقدّرات
الدولة.
وقد سيطر منطق السّقيفة القبلي على بني
أُميّة في الجدل الذي دار في
[١] وليس هنا شيء
جديد بالنسبة إلى موقف الناس من علي عليهالسلام
، فهذا هو موقفهم منه منذ السقيفة ؛ ففي تأريخ اليعقوبي ٢ / ٨٣ : «وكان المهاجرين
والأنصار لا يشكّون في علي».