مفاهيمها وأبعادها ،
والتي قد تخرّج منها الجيش الاُموي الذي حضر واقعة كربلاء ؛ فهو يحمل خصائص وروحية
وطابع تلك المدرسة ، وهو خير مصداق لتجسيد أفكارها وتعاليمها ؛ فتلاميذها هم شذّاذ
الآفاق ، ومحرّفو الكلم عن مواضعه ، ومطفئو السنن ، وأتباعها عبدة المادة ، وإيمانهم
الجاه والسلطان.
فهذا رأس الجيش الاُموي في كربلاء عمر
بن سعد ، وأحد أقطاب هذه المدرسة يُعطينا نموذجاً لمفاهيمها وأفكارها ، وذلك لمّا
طلب منه عبيد الله بن زياد أن يخرج لحرب الحسين (عليه السّلام) فبقي ليلته مفكّراً
قلقاً حائراً ، يخيّر نفسه بين نعيم الآخرة وبين ملك الدنيا ، حتّى سُمع يقول كما
جاء في تاريخ ابن الأثير :