نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 369
وفي قبال ذلك استوسق الملك ليزيد ، وصفا
له الجو سنتان إلاّ سبعاً وثلاثين يوماً بعد قتل الحسين [١].
وظاهر ذلك أنّ الحسين عليهالسلام قد فشل في تحقيق ما
كان يستهدفه من هدف.
فهل كان الأمر كذلك؟ أم أنّ الحسين عليهالسلام كان قد نجح كلّ
النجاح في حركته ، وتحقّق له هدفه في حركته تلك ، واستجيبَ دعاؤه بأن يكون الخير
كلّ الخير في عاقبة الحركة التي بدأها وقتل من أجلها ، مضافاً إلى انتقام الله له
من الظالمين؟
ونرى من الضروري قبل الإجابة على السؤال
أن نستذكر الأمر الذي استهدفه من حركته ، ودفع الحسين عليهالسلام حياته ثمناً له ، وهو
قضيتان :
القضية الأولى :
كسر الطوق المفروض على الحديث النبوي
الصحيح في أهل بيته عليهمالسلام
، وبيان عظيم منزلتهم عند الله ورسوله ، والحديث النبوي الصحيح في توهين بني
اُميّة ، وكذلك الحديث الصحيح في السنن والأحكام التي خالفها الخلفاء بعد النبي صلىاللهعليهوآله ، ثمّ انتشار تلك
الأحاديث من جديد ليأخذ أهل البيت عليهمالسلام
مقامهم في المجتمع بوصفهم أئمّة هدى منصوص عليهم ؛ ليتمكّنوا من نشر حديث النبي صلىاللهعليهوآله الذي كتبه علي عليهالسلام بيده ، ثمّ ليلتفّ
حولهم ويواليهم ، ويأخذ عنهم معالم الدين مَنْ شاء أن يفعل ذلك دون حرج أو خوف.
القضية الثانية :
إفهام المسلمين جميعاً أنّ طاعة بني
اُميّة ليست من الدين في شيء بل على العكس من ذلك ؛ فإنّ الدين يدعو إلى البراءة
منهم ، والوقوف بوجههم ، ومجاهدتهم والإطاحة بهم.
ونحن حين ننظر إلى مجريات الحوادث في
الواقع التاريخي خلال سبعين سنة بعد قتل الحسين عليهالسلام
، نجد أنّ كلا القضيتين قد حقّق الحسين عليهالسلام
بداياتها الأساسية في الشهور
[١] قتل الحسين عليهالسلام في ١٠محرّم سنة ٦١
هجرية ، وكانت وقعة الحرّة في الثالث من ذي الحجّة سنة ٦٣ هجرية.
نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 369