نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 349
كان معه من أهله
وبطانته ، وهجموا على الكنيسة التي فيها بناته ونساؤه ، فوجدوا خادماً بيده سيف
مشهور يسابقهم على الدخول ، فأخذوه وسألوه عن أمره ، فقال : إنّ أمير المؤمنين
أمرني إن هو قُتل أن أقتل بناته ونساءه كلّهنّ قبل أن تصلوا إليهن. فأرادوا قتله ،
فقال : لا تقتلوني ، فإنّكم إن قتلتموني فقدتم ميراث رسول الله صلىاللهعليهوآله.
فقالوا : وما هو؟ فأخرجهم من القرية إلى
كثبان من الرمل ، فقال : اكشفوا ها هنا. فإذا البردة والقضيب وقعب [١] (ومخصر) [٢] مخضب قد دفنها مروان ؛ ضنّاً بها أن
تصير إلى بني هاشم. فوجّه به عامر بن إسماعيل إلى صالح بن علي ، فوجّه به صالح إلى
أخيه عبد الله ، فوجّه به عبد الله إلى أبي العباس ، وتداوله خلفاء بني العباس من
بعد.
واُدخل بنات مروان وحرمه ونساؤه على
صالح بن علي ، فتكلّمت ابنة مروان الكبرى فقالت : يا عمّ أمير المؤمنين ، حفظ الله
لك من أمرك ما تحبّ حفظه ، وأسعدك في أحوالك كلّها ، وعمّك بخواص نعمه ، وشملك
بالعافية في الدنيا والآخرة ، نحن بناتك وبنات أخيك وابن عمّك ، فليسعنا من عدلكم ما
وسعنا من جوركم. قال : إذاً لا نستبقي منكم أحداً ؛ لأنّكم قد قتلتم إبراهيم
الإمام ، وزيد بن علي ، ويحيى بن زيد ، ومسلم بن عقيل ، وقتلتم خير أهل الأرض
حسيناً وإخوته وبنيه وأهل بيته ، وسقتم نساءه سبايا ـ كما يُساق ذراري الروم ـ على
الأقتاب إلى الشام.
فقالت : يا عمّ أمير المؤمنين ، فليسعنا
عفوكم إذاً.
قال : أمّا هذا فنعم ، وإن أحببت زوّجتك
من ابني الفضل بن صالح.
قالت : يا عمّ أمير المؤمنين ، وأي ساعة
عرس ترى؟! بل تلحقنا بحرّان. فحملهنّ إلى حرّان [٣] ، فعلت أصواتهن عند دخولهن بالبكاء على
مروان ، وشققن جيوبهن ، وأعولن