responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي    جلد : 1  صفحه : 264

إنّ الحمامةَ يوم الشعبِ من وثنٍ

هاجت فؤادَ محبّ دائمِ الحزنِ

يحرّض أخي فيها على الوثوب والنهوض إلى الخلافة ، ويمدحه ويقول له :

لا عزّ ركنا نزارٍ عند سطوتها

إنْ أسلمتك ولا ركنا ذوي يمنِ

ألست أكرمهم عوداً إذا انتسبوا

يوماً وأطهرهم ثوباً من الدرنِ

وأعظمَ الناسِ عند الناسِ منزلةً

وأبعدَ الناسِ من عيبٍ ومن وهنِ

قوموا ببيعتكم ننهض بطاعتها

إنّ الخلافةَ فيكم يا بني حسنِ

إنّا لنأمل أن ترتدّ اُلفتنا

بعد التدابرِ والبغضاءِ والإحنِ

حتّى يثار على الإحسانِ محسننا

ويأمن الخائفُ المأخوذ بالدمنِ

وتنقضي دولةٌ أحكام قادتها

فينا كأحكام قومٍ عابدي وثنِ

فطالما قد بروا بالجور أعظمنا

بري الصناعِ قداحَ النبعِ بالسفنِ

فتغيّر وجه الرشيد عند سماع هذا الشعر ، وتغيّظ على ابن مصعب ، فابتدأ ابن مصعب يحلف بالله الذي لا إله إلاّ هو ، وبأيمان البيعة أنّ هذا الشعر ليس له ، وإنّه لسديف ، فقال يحيى : والله يا أمير المؤمنين ما قاله غيره ، وما حلفت كاذباً ولا صادقاً بالله قبل هذا ، وإنّ الله عزّ وجلّ إذا مجّده العبد في يمينه فقال : والله الطالب الغالب الرحمن الرحيم ، استحيا أن يعاقبه ، فدعني أن اُحلّفه بيمين ما حلف بها أحد قطّ كاذباً إلاّ عوجل. قال : فحلّفه. قال : قل برئت من حول الله وقوّته ، واعتصمت بحولي وقوّتي ، وتقلّدت الحول والقوّة من دون الله استكباراً على الله ، واستعلاء عليه ، واستغناء عنه إن كنت قلت هذا الشعر. فامتنع عبد الله من الحلف بذلك ، فغضب الرشيد وقال للفضل بن الربيع : ما له لا يحلف إن كان صادقاً؟! هذا طيلساني عليّ ، وهذه ثيابي لو حلّفني بهذه اليمين إنّها لي لحلفت. فوكز الفضل عبد الله برجله ، وكان له فيه هوى ، وقال له : احلف ويحك! فجعل يحلف بهذه اليمين ووجهه متغيّر ، وهو يرعد ، فضرب يحيى بين كتفيه وقال : يابن مصعب ، قطعت عمرك ، لا تفلح بعدها أبداً. قالوا : فما برح من موضعه حتّى عرض له أعراض الجذام ، واستدارت عيناه ، وتفقّأ وجهه ، وقام إلى بيته ، فتقطّع وتشقّق لحمه ، وانتثر شعره ، ومات بعد ثلاثة أيام. وحضر الفضل بن الربيع جنازته ، فلمّا جُعل في القبر انخسف اللّحد به حتّى خرجت منه غبرة شديدة ، وجعل الفضل يقول : التراب! التراب! فطرح التراب وهو يهوى فلم يستطيعوا سدّه حتّى سُقّف بخشب وطم عليه ، فكان الرشيد يقول بعد ذلك للفضل : أرأيت يا عبّاسي ما أسرع ما اُديل ليحيى من ابن مصعب؟!

نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي    جلد : 1  صفحه : 264
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست