نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 263
نقض أمانه ، فأحضره
وجمع بينه وبين عبد الله بن مصعب ليناظره فيما قذفه به ، ورفعه عليه ، فجبهه ابن
مصعب بحضرة الرشيد وادّعى عليه الحركة فى الخروج وشقّ العصا.
فقال يحيى : يا أمير المؤمنين ، أتصدَّق
هذا عليَّ وتستنصِحُه؟
وهو ابن عبد الله بن الزبير الذي أدخل
أباك عبد الله وولده الشعب ، وأضرم عليهم النار حتّى خلَّصه أبو عبد الله الجدلي
صاحب علي بن أبي طالب عليهالسلام
منه عنوة؟!
وهو الذي ترك الصلاة على رسول الله صلىاللهعليهوآله أربعين جمعة في
خطبته ، فلمّا التاث [١]
عليه الناس قال : إنّ له أُهيل سوء ، إذا صلّيت عليه أو ذكرته أتلعوا [٢] أعناقهم ، واشرأبّوا لذكره ، فأكره أن
أسُرَّهُم أو أُقِرَّ أعينهم.
وهو الذي كان يشتم أباك ويلصق به العيوب
حتّى ورم كبده ، ولقد ذُبحت بقرة يوماً لأبيك فوجدت كبدها سوداء قد نقبت ، فقال
علي ابنه : أما ترى كبد هذه البقرة يا أبتِ؟ فقال : يا بني ، هكذا ترك ابن الزبير
كبد أبيك. ثمّ نفاه إلى الطائف ، فلمّا حضرته الوفاة قال لابنه علي : يا بُني ، إذا
متّ فالحق بقومك من بني عبد مناف بالشام ، ولا تقم في بلد لابن الزبير فيه إمرة ، فاختار
له صحبة يزيد بن معاوية على صحبة عبد الله بن الزبير.
ووالله إنّ عداوة هذا يا أمير المؤمنين
لنا جميعاً بمنزلة سواء ، ولكنه قوي عليّ بك ، وضعف عنك ، فتقرّب بي إليك ليظفر
منك بي بما يريد ؛ إذ لم يقدر على مثله منك ، وما ينبغي لك أن تسوِّغه ذلك فيَّ ؛
فإنّ معاوية بن أبي سفيان وهو أبعد نسباً منك إلينا ذكر الحسن بن علي عليهالسلام يوماً فسبّه ، فساعده
عبد الله بن الزبير على ذلك ، فزجره وانتهره ، فقال : إنّما ساعدتك يا أمير
المؤمنين! فقال : إنّ الحسن لحمي ، آكُلُه ولا أوكَلُه [٣].