لَلَعجب لبني اُميّة وصبرهم عليكم! كيف
لم يقتلوا مقاتلتكم ، ويسبوا ذراريكم ، ويخربوا منازلكم!
أما والله يا أهل المَدَرَة الخبيثة ، لئن
بقيتُ لكم لأذلّنكم [٣].
أقول :
وفي ضوء ذلك كان من الضروري التحقيق في
الرواية التاريخيّة التي ظهرت في هذه الفترة الخطيرة ؛ سواء كانت رواية أبي مخنف
أو رواية غيره ، وتجزئة الرواية إلى أجزاء ،
في أنساب الأشراف ٣
/ ١٥٠ ، قال : قال المدائني : كتب أبو مسلم إلى أبي العباس : أنّ أهل الكوفة قد
شاركوا شيعة أمير المؤمنين في الاسم ، وخالفوهم في الفعل ، ورأيهم في آل علي الذي
يعلمه أمير المؤمنين ، يؤتى فسادهم من قبلهم بإغوائهم إيّاهم ، وإطماعهم فيما ليس
لهم ، فألحظهم يا أمير المؤمنين بلحظة بوار ، ولا تؤهّلهم لجوارك ؛ فليست دارهم لك
بدار. وأشار عليه أيضاً عبد الله بن علي بنحو من ذلك ، فابتنى مدينته بالأنبار
وتحول إليها ، وبها توفي.
[١] أيّ أتباع عبد
الله بن سبأ الذي ادّعي له أنّه مبتدع الوصية لعلي عليهالسلام
، المشابهة لوصية موسى ليوشع عليهالسلام
، الذي يترتّب عليها البراءة ممّن تجاوز على موقعه.
[٢] في النهاية ـ
لابن الأثير : الخشبية : هم أصحاب المختار بن أبي عبيد ، ويُقال لضرب من الشيعة : الخشبية.
وفي المشتبه ـ للذهبي : الخشبي : هو الرافضي في عرف السلف. أقول : وسيأتي في ترجمة
المختار الروايات التي وضعوها في حقّه للغضّ من شخصيته.