نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 18
والكاظم عليهمالسلام ، ولم يروِ عن واحد
منهم بشكل مباشر. نعم ، روى عن بعض أصحابهم بعض الروايات.
وقد وثَّقَ أبا مخنف في النقل عددٌ من
أعلام الشيعة [١]
، إلاّ إنّ ذلك قابل للمناقشة ، ونحن نتَّئد على الأقل ، بل نرفض قبول فقرات
مبثوثة في رواياته التي ترتبط بسيرة بعض الأئمّة عليهمالسلام
، أو سيرة شيعتهم في الكوفة ، أو علاقة الأئمّة بهم في الفترة الواقعة من سنة حكم
علي عليهالسلام
سنة ٣٥ هجرية وحروبه إلى مقتل المختار سنة ٦٧ هجرية ؛ وذلك لأنّها تُعطي رؤية
تخالف الثابت عن أهل البيت عليهمالسلام
، أو الثابت من التاريخ عن شيعتهم في الكوفة وعلاقتهم بهم.
من قبيل : أنّ الحسين عليهالسلام ندم على أخذ نسائه
وبناته معه ، وأنّه تذكَّر نصيحة ابن عباس يوم العاشر لمّا ارتفعت أصواتهن يوم
العاشر من المحرّم عند احتدام القتال وسقوط القتلى [٢].
أو أنّ يزيد قال لعلي بن الحسين لمّا
أمر بإرجاعه والسبايا إلى المدينة : لعن الله ابن مرجانة ، أما والله لو أنّي
صاحبه ما سألني خصلة أبداً إلاّ أعطيتها إيّاه ، ولدفعت الحتف عنه بكلّ ما استطعت
ولو بهلاك بعض ولدي ، ولكن الله قضى ما رأيت [٣].
[٢] قال أبو مخنف : حدّثني
عبد الله بن عاصم ، قال : حدّثني الضحاك المشرقي قال : لمّا سمع أخوات الحسين كلام
الحسين يخاطب القوم يوم العاشر صحن وبكين وبكى بناته ، فارتفعت أصواتهن ، فأرسل
إليهنّ أخاه العباس بن علي وعلياً ابنه ، وقال لهما : «أسكتاهنّ ؛ فلعمري ليكثرنّ
بكاؤهنّ». قال : فلمّا ذهبا ليسكتاهنّ ، قال : «لا يبعد ابن عباس» ، قال : فظننا
أنّه إنّما قالها حين سمع بكاؤهنّ ؛ لأنّه قد كان نهاه أن يخرج بهنّ. (الطبري ٤ / ٣٢١)
وقال أبو مخنف : وحدّثني الحارث بن كعب الوالبي ، عن عقبة بن سمعان : أنّ حسيناً
لمّا أجمع المسير إلى الكوفة أتاه عبد الله بن عباس وقال له : فإن كنت سائراً فلا
تسر بنسائك وصبيتك ، فوالله إنّي لخائف أن تُقتل كما قُتل عثمان ونساؤه وولده
ينظرون إليه. الطبري ٤ / ٢٨٧.