نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 17
تُعدُّ كتب أبي مخنف لوط بن يحي الأزدي
(ت ما قبل ١٧٠هجرية) في مقتل الحسين عليهالسلام
، وحركة التوابين ، وحركة المختار من أقدم وأشهر المصادر في موضوعه ، وقد تبنّى
روايتها محمّد بن سعد في الطبقات الكبرى ، والطبري في التاريخ ، وابن أعثم في
الفتوح ، والبلاذري في أنساب الأشراف ، وروى المسعودي طُرفاً منها في مروج الذهب ،
ثمّ أخذ ابن الأثير في كتابه الكامل ، وابن كثير ، وابن خلدون ، والذهبي برواية
الطبري ؛ لأنّه أوردها كاملة ، وعن هؤلاء أخذ المعنيون بالتاريخ الإسلامي من
القدامى والمعاصرين ؛ شيعة كانوا أو سنّة.
لم يكن أبو مخنف من القائلين بالنصّ على
علي عليهالسلام
، فهو ليس شيعياً بالمعنى الخاصّ للتشيع. قال ابن أبي الحديد : وأبو مخنف من
المحدّثين ، وممّن يرى صحة الإمامة بالاختيار ، وليس من الشيعة ولا معدوداً من
رجالها [١].
وأكَّد ذلك الشيخ المفيد في كتابه عن
حرب الجمل ، وقد أورد أخبار حرب الجمل عن أبي مخنف والواقدي وغيرهما ، قال بعدها :
فهذه جملة من أخبار البصرة ، وسبب فتنتها ، ومقالات أصحاب الآراء في حكم الفتنة
بها ، قد أوردناها على سبيل الاختصار ، وأثبتنا ما أثبتنا من الأخبار عن رجال
العامّة دون الخاصّة ، ولم نثبت في ذلك ما روته كتب الشيعة [٢].
هذا وقد عاصر أبو مخنف أربعة من الأئمّة
؛ وهم السجاد والباقر والصادق
جرى بين الصحابي
البر أبي ذر والخليفة الداهية معاوية : ... ذكروا اُموراً كثيرة كرهت ذكر أكثرها ،
أمّا العاذرون معاوية فقد ذكروا قصة رواها .... وقال في ذكر ما جرى بين معاوية
ومحمد بن أبي بكر ... : لا تتحمّل سماعها العامّة. أقول : فصّلنا الحديث عن منهج
الطبري في كتابنا المدخل إلى دراسة مصادر السيرة والتاريخ.