وعمر بن قيس ذي اللحية ، وهانئ بن أبي
حية الوادعيان.
فشهد عليه سبعون رجلاً.
وكتبت شهادة هؤلاء الشهود في صحيفة ، ثمّ
دفعها إلى وائل بن حجر الحضرمي وكثير بن شهاب الحارثي ، وبعثهما عليهم ، وأمرهما
أن يخرجا بهم.
وكتب في الشهود شريح بن الحارث القاضي ،
وشريح بن هانئ الحارثي ؛ فأمّا شريح فقال : سألني عنه فأخبرته أنّه كان صوّاماً
قوّاماً ؛ وأمّا شريح بن هانئ الحارثي فكان يقول : ما شهدت ، ولقد بلغني أن قد
كتبت شهادتي فأكذبته ولمته. وجاء وائل بن حجر وكثير بن شهاب فأخرج القوم عشية ، وسار
معهم صاحب الشرطة حتّى أخرجهم من الكوفة.
فلمّا انتهوا إلى جبانة عرزم نظر قبيصة
بن ضبيعة العبسي إلى داره ، وهي في جبانة عرزم ، فإذا بناته مشرفات ، فقال لوائل
وكثير : ائذنا لي فأوصي أهلي. فأذنا له ، فلمّا دنا منهنّ وهن يبكين سكت عنهنّ
ساعة ، ثمّ قال : اسكتن. فسكتن ، فقال : اتقينَ الله عزّ وجلّ واصبرنَ ؛ فإنّي
أرجو من ربّي في وجهي هذا إحدى الحسنيِّين ؛ إمّا الشهادة وهي السعادة
[١] في رواية
البلاذري عن المدائني عزرة بن قيس الأحمسي وهو الصحيح. قال أبو مخنف : قال حبيب بن
مظاهر : أما والله لبئس القوم عند الله غداً قوم يقدمون عليه قد قتلوا ذرّية نبيّه
صلىاللهعليهوآله
وعترته وأهل بيته عليهمالسلام
، وعباد أهل هذا المصر المجتهدين بالأسحار ، والذاكرين الله كثيراً. فقال له عزرة
بن قيس : إنّك لتزكّي نفسك ما استطعت. فقال له زهير : يا عزرة ، إنّ الله قد
زكّاها وهداها ، فاتق الله يا عزرة فإنّي لك من الناصحين. أنشدك الله يا عزرة أن
تكون ممّن يعين الضلال على قتل النفوس الزكية. قال : يا زهير ، ما كنت عندنا من
شيعة أهل هذا البيت ، إنما كنت عثمانياً! قال : أفلست تستدل بموقفي هذا أنّي منهم؟
أما والله ما كتبت إليه كتاباً قط ، ولا أرسلت إليه رسولاً قط ، ولا وعدته نصرتي
قط ، ولكن الطريق جمع بيني وبينه ، فلمّا رأيته ذكرت به رسول الله صلىاللهعليهوآله ومكانه منه ، وعرفت
ما يقدم عليه من عدوّه وحزبكم ، فرأيت أن أنصره وأن أكون في حزبه ، وأن أجعل نفسي
دون نفسه ؛ حفظاً لما ضيّعتم من حقّ الله وحقّ رسوله صلىاللهعليهوآله.
وكان على الخيل في المعركة. (تاريخ الطبري ٥ / ٤١٧ سنة ٦١).
نام کتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 100