نام کتاب : الإمام موسى الكاظم عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 77
افتخاره عليهالسلام على هارون ، حين
جاء قبر النبي صلىاللهعليهوآله
زائراً له وحوله قريش وسائر القبائل ، فلما انتهى إلى القبر قال : « السلام عليك يا رسول الله يا بن عمي ، فدنا
موسى بن جعفر عليهالسلام
فقال : السلام
عليك يا أبه » [١].
ومثلها أيضاً أن الرشيد لما حج لقيه
موسى بن جعفر عليهماالسلام
على بغلة ، فقال له الفضل بن الربيع : « ما هذه الدابة التي تلقيت عليها
أمير المؤمنين ؟ فأنت إن طلبت عليها لم تدرك ، وإن طلبت لم تفت. قال : إنها تطأطأت عن
خيلاء الخيل ، وارتفعت عن ذلة العِير ، وخير الأمور أوسطها
» [٢]. فإنما
يتلقى الناس الخليفة على الخيل أو الابل الفارهة وليس على البغال ، لكن الإمام عليهالسلام
يريد أن يؤكد حقيقة أن أولى الناس بالتواضع هو خليفة المسلمين ، وعليه أن
يتحلى بأوسط الأمور ويأمر الناس بها ، لأن التواضع خصلة كريمة ، والافراط
بها يعني الخيلاء والتكبر ، والتفريط بها يعني الذلة والخنوع ، وهو هنا
يقدم مثلاً رائعاً
في الزهد والتواضع والترفع عن مظاهر الترف الزائلة.
٣ ـ مقاطعة الدولة
اتخذ الإمام الكاظم عليهالسلام ومن قبله آباؤه
الميامين عليهمالسلام
موقفاً حازماً تجاه السلطات الحاكمة ، يتمثل في دعوة أصحابه إلى مقاطعتها
وعدم الركون إليها ، والتحذير من شتى أنواع التعاون معها ، وتحريم الانضواء
في أجهزتها إلاّ في حالات خاصة ، وصرّح الإمام عليهالسلام
بهذا الموقف لصفوان بن مهران الجمّال وغيره من أصحابه ، قال صفوان : « دخلت على أبي الحسن الأول عليهالسلام
فقال لي : يا
صفوان ، كلّ شيءٍ منك حسن جميل ما خلا شيئاً واحداً.
قلت : جعلت فداك ، أيّ شيء ؟ قال : اكراؤك جمالك من هذا الرجل
ـ يعني هارون ـ قال :