نام کتاب : الإمام موسى الكاظم عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 70
اضطروا فيها هشام بن
الحكم إلى الافصاح عن رأيه ، روى ذلك الكشي عن يونس بن عبد الرحمن ذكر فيه
أن يحيى بن خالد البرمكي قد وجد على هشام ابن الحكم شيئاً من طعنه على
الفلاسفة ، وأحب أن يغري به هارون ، فذكر لهارون أن هشاماً يزعم أن لله في
أرضه اماماً مفروض الطاعة ، وأنه لو أمره بالخروج لخرج ، فاحتال هارون بعقد
مجلس جمع فيه المتكلمين ، وجعل يسمع هو من وراء الستر لئلا يفطنوا به ،
فشحن يحيى المجلس بالمتكلمين ، وكان منهم ضرار بن عمرو ، وسليمان بن جرير ،
وعبد الله بن يزيد الاباضي ، ورأس الجالوت وغيرهم ، فتساءلوا فتكافّوا
وتناظروا وتقاطعوا ، وأخيراً تراضوا بهشام حكماً بينهم ، فأتوا به فابتدءوا
الكلام في فساد اختيار الناس الإمام ، فسأل سليمان بن جرير هشاماً عن علي
بن أبي طالب عليهالسلام
مفروض الطاعة ؟ فقال هشام : نعم ، قال : فإن أمرك الذي بعده بالخروج بالسيف
معه تفعل وتطيعه ؟ فقال هشام : لا يأمرني ، قال : ولم اذا كانت طاعته
مفروضة عليك ، وعليك أن تطيعه ؟ فقال هشام : عد عن هذا فقد تبين فيه
الجواب. إلى أن قال سليمان : ليس أسألك إلاّ على سبيل سلطان الجدل ، ليس
على الواجب انه لا يأمرك. فقال هشام : كم تحوم حول الحمى ! هل هو إلاّ أن
أقول لك إن أمرني فعلت ، فتنقطع أقبح الانقطاع ، ولا يكون عندك زيادة ،
وأنا أعلم بما يجب قولي ، وما إليه يؤول جوابي. قال : فتغير وجه هارون وقال
: قد أفصح ، قال : فبلغنا أن هارون قال ليحيى : شد يدك بهذا وأصحابه ،
وبعث إلى أبي الحسن موسى عليهالسلام فحبسه ، فكان هذا سبب حبسه مع غيره من الأسباب [١]
، فعاش هشام متوارياً.
الإمام يرد التهم
ونتعلم من الإمام الكاظم عليهالسلام درساً في الدفاع عن
الحق ودفع التهم التي