نام کتاب : الإمام موسى الكاظم عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 140
تحوّل إلى اليسرى فاعتذر لكم وقال : إني لم أقل
شيئاً ، فاقبلوا عذره » [١].
وأورد المؤرخون مزيداً من الروايات في
حسن عفوه وسعة حلمه وكظمه للغيظ ، ومقابلته الإساءة بالعفو والإحسان ، لأجل
إشاعة قيم الاصلاح والهداية في المجتمع ، الأمر الذي يمثل صميم رسالة
الإمام التي تعدل ما طلعت عليه الشمس ، وترخص عندها كل صفراء وحمراء.
منها أن رجلاً من ولد عمر بن الخطاب كان
بالمدينة يؤذي الإمام الكاظم عليهالسلام
ويشتم علياً ، فقال له بعض حاشيته : « دعنا نقتله ، فنهاهم عن ذلك أشد
النهي ، وزجرهم أشد الزجر ، فركب إلى مزرعة العمري فدخلها بحماره ، فصاح به
العمري : لا تطأ زرعنا ، فوطئه بالحمار حتى وصل إليه ، فنزل فجلس عنده
وضاحكه ، ثم سأله كم غرم في زرعه ، فقال له : مائة دينار ، وسأله كم يرجو
أن يجيئه فيه ، فقال : مائتا دينار ، فأعطاه الإمام عليهالسلام
ثلاثمائة دينار ، فقام
العمري فقبل رأسه ، وانصرف إلى المسجد ، فوجد العمري جالساً ، فلما نظر
إليه قال : الله أعلم حيث يجعل رسالته ، فوثب أصحابه فقالوا له : ما قصتك
؟! قد كنت تقول خلاف هذا ، فخاصمهم وشاتمهم ، وجعل يدعو لأبي الحسن موسى عليهالسلام
كلما دخل وخرج ، فقال أبو الحسن موسى عليهالسلام
لحاشيته الذين أرادوا قتل العمري : أيما
كان خير ما أردتم أو ما أردت أن أصلح أمره بهذا المقدار » [٢].
وهذا هو الخط الذي يريده عليهالسلام في علاقاتنا بالناس
الذين يسيئون إلينا ،