نام کتاب : الإمام عليّ الهادي عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 201
أبي الصلت وأبا
مسعود الثقفي ، فأبطل الله اختيارهم ، ولم يجز لهم آراءهم حيث يقول : (أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم
في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً ورحمة ربك
خير مما يجمعون)[١]ولذلك
اختار من الامور ما أحب ، ونهى عما كره ، فمن أطاعه أثابه ، ومن عصاه عاقبه ، ولو
فوض اختيار أمره إلى عباده لأجاز لقريش اختيار أمية بن أبي الصلت وأبي مسعود
الثقفي ، إذ كانا عندهم أفضل من محمد صلىاللهعليهوآله
، فلما أدب الله المؤمنين بقوله : (وما كان
لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم)[٢]، فلم يجز لهم الاختيار بأهوائهم ، ولم
يقبل منهم إلا اتباع أمره واجتناب نهيه على يدي من اصطفاه ، فمن أطاعه رشد ، ومن
عصاه ضل وغوى ، ولزمته الحجة بما ملكه من الاستطاعة لاتباع أمره واجتناب نهيه ، فمن
أجل ذلك حرمه ثوابه ، وأنزل به عقابه.
أدلة المنزلة بين المنزلتين
وهذا القول بين القولين ليس بجبر ولا
تفويض ، وبذلك أخبر أمير المؤمنين صلوات الله عليه عباية بن ربعي الأسدي حين سأله
عن الاستطاعة التي بها يقوم ويقعد ويفعل. فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام : سألت عن الاستطاعة تملكها من دون
الله أو مع الله؟ فسكت عباية ، فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام : قل يا عباية. قال : وما أقول؟ قال عليهالسلام : إن قلت إنك تملكها مع الله قتلتك ، وإن
قلت تملكها دون الله قتلتك.