نام کتاب : الإمام عليّ الهادي عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 200
فمن زعم أن الله تعالى فوض أمره ونهيه
إلى عباده ، فقد أثبت عليه العجز ، وأوجب عليه قبول كل ما عملوا من خير وشر ، وأبطل
أمر الله ونهيه ووعده ووعيده ، لعلة ما زعم أن الله فوضها إليه ، لأن المفوض إليه
يعمل بمشيئته ، فإن شدة الكفر أو الايمان كان غير مردود عليه ولا محظور ، فمن دان
بالتفويض على هذا المعنى ، فقد أبطل جميع ما ذكرنا من وعده ووعيده وأمره ونهيه ، وهو
من أهل هذه الآية : (أفتؤمنون
ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا
ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون )[١]تعالى
الله عما يدين به أهل التفويض علواً كبيراً.
المنزلة بين المنزلتين
لكن نقول : إن الله جل وعز خلق الخلق
بقدرته ، وملكهم استطاعة تعبدهم بها ، فأمرهم ونهاهم بما أراد ، فقبل منهم اتباع
أمره ، ورضي بذلك لهم ، ونهاهم عن معصيته ، وذم من عصاه وعاقبه عليها ، ولله الخيرة
في الأمر والنهي ، يختار ما يريد ويأمر به ، وينهى عما يكره ويعاقب عليه
بالاستطاعة التي ملكها عباده لاتباع أمره واجتناب معاصيه ، لأنه ظاهر العدل
والنصفة والحكمة البالغة ، بالغ الحجة بالاعذار والانذار ، وإليه الصفوة يصطفي من
عباده من يشاء لتبليغ رسالته واحتجاجه على عباده ، اصطفى محمداً صلىاللهعليهوآله وبعثه برسالاته إلى خلقه ، فقال من قال
من كفار قومه حسداً واستكباراً : (لولا نزل
هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم)[٢]يعني بذلك أمية بن