نام کتاب : الإمام عليّ الهادي عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 192
لنا صنع ، أي لسنا
مخيرين في أفعالنا التي نفعلها ، بل إننا مجبورون بإرادته ومشيئته تعالى ، ويتبنى
هذا الرأي الأشاعرة. والمفوضة يعتقدون أن الله سبحانه لا صنع له ولا دخل في أفعال
العباد ، سوى أنه خلقهم وأقدرهم ، ثم فوض أمر أفعالهم إلى سلطانهم وإرادتهم ، ولا
دخل لأي إرادة أو سلطان عليهم ، ويتبنى هذا الرأي المعتزلة. ويذهب أهل البيت عليهمالسلام مذهباً وسطاً بين الجبر والتفويض لا
يتّصل بالجبر ولا بالتفويض ، وهو الأمر بين الأمرين ، أو المنزلة بين منزلتين.
قال الشيخ المفيد : « روي عن أبي الحسن
الثالث عليهالسلام أنه سئل عن
أفعال العباد ، فقيل له : هل هي مخلوقة لله تعالى؟ فقال عليهالسلام : لو كان خالقاً لها لما تبرأ منها ، وقد
قال سبحانه : (إن الله
برئ من المشركين ورسوله)[١]ولم
يرد البراءة من خلق ذواتهم ، وإنما تبرأ من شركهم وقبائحهم » [٢].
رسالته الى أهل الأهواز
لعل أهم ما ورد عن الامام أبي الحسن
الهادي عليهالسلام في هذا
السياق رسالته عليهالسلام
إلى أهل الأهواز التي تعرض فيها للرد على فكرة الجبر والتفويض ، باعتبارها من
المسائل التي اُثيرت بقوة في ذلك الوقت ، بحيث كانت سبباً للاختلاف بين أصحابه عليهالسلام الى حدّ الفرقة والتقاطع والعداوة ، فوضع
الامام عليهالسلام النقاط على
الحروف في هذه المسألة الحساسة ، والرسالة طويلة نأخذ منهافيما يلي بعض ما يتعلق
بالموضوع.
بيّن أولاً السبب الباعث لارسالها ، فكتب
: « بسم الله
الرحمن الرحيم.