responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الحسين في حلّة البرفير نویسنده : سليمان كتّاني    جلد : 1  صفحه : 97

إليه بالحرف الأبرز والأجسم ، وهذا هو النمط الجديد الثالث الذي نفَّذ القصد ، وأوصل الخلافة إلى ابن عفَّان على حساب عليِّ بن أبي طالب.

لو أنَّ البراءة أو الغِيرة على كرسيِّ الخلافة كانتا ضِلعين في الميزان ، لهان الأمر وطاب الرضوخ للمقصد الأشرف ، ولكنَّ الرؤية ـ الآن ـ عند الحسين هي التي تُشاهد تَعدُّد الأنماط ، وتوحِّدها في المَخرج الواحد إلى المقصد الواحد ... ليس في العمليَّة الملعوب بها أيَّة براءة على الإطلاق ، إنَّما هنالك ـ بالعكس ـ نيَّة مُبيَّتة تنام على ما سينام عليه بيت موزون مِن الشعر ، قيل : مُطابقاً بعد عِدَّة قُرون ، لمعنى ما يحدث الآن :

إِنَّ الأَفاعي وَإِن لانَت مَلامِسُها

عِندَ التَقَلُّبِ في أَنيابِها العَطَبُ

لقد تجلَّى للحسين أنَّ كرسيَّ الخلافة ليست وحدها في المقصد الخطير ، إنَّما أهل البيت بالذات ، وهم الطالبيُّون الأمجدون بالتخصيص ، هُمْ المقصودون في عمليَّة سيبقى لها التمادي الأحقر والأبلغ إجراماً!!! فليكن منهم الرسول أو النبي ، لا فرق. إنَّ الإبادة هي المقصد ، وهي في العطش المُزمن ، الأوفى والأروى!! لقد أصبح الدليل الشاهد على النيَّة السوداء بارزاً في الساحة التي راح يرقص فيها الآن عثمان بن عفَّان. إنَّ العصيَّ التي سينهالون الآن بها على رؤوس الطالبيِّين المُجرَّدين منها ، تجمَّعت كلُّها في أيدي بني حرب. إنَّهم الأُمويُّون الأعداء ، التقليديُّون الذين زرعهم أبو بكر وعمر بعُهدة أقدرهم وأبرزهم مُعاوية في ارض الشام ، وها هو الآن ابن عفَّان يُجاهر بهم ويَعتزُّ بما أحرزوه مِن مال وعتادٍ وسُلطان ، فليُدافع الطالبيُّون عن أنفسهم إذا قدروا ، لقد سبق ـ في ظنِّه ـ السيف العذل!!!

تلك هي المُعاناة المُستقية مِن مُعاناته التي كان يحيا بها في سنوات طفولته الواسعة ، التي تَعزَّز وتَدلَّل بها في هؤلاء الأحضان الذين هُمْ : كُلُّ جَدِّه العظيم ، وكُلُّ نفسه المُفتخرة ، وكُلُّ أمله الكبير في الحياة ، وكلُّ أركان الأُمَّة التي بُنيت جديداً للتفاخر والتباهي ... فكيف له أنْ يُشاهد خطَّاً أصيلاً باهراً مِن خُطوط كيانه ، مُهدَّدا بمثل هذا الانهيار ، تعمل على طَمرهم فيه تلك القبليَّة الرَّعناء التي

نام کتاب : الإمام الحسين في حلّة البرفير نویسنده : سليمان كتّاني    جلد : 1  صفحه : 97
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست