نام کتاب : الإمام الحسين في حلّة البرفير نویسنده : سليمان كتّاني جلد : 1 صفحه : 94
خسر حِضنين كانا
كلَّ طفولته السعيدة ، وكلَّ فرحه في الدنيا ، وبقي له حِضنان راحت تزرع الأحداث
فيهما همَّاً ونَكداً أصابه كلُّ ثقل منهما في صميمه! أيكون جَدُّه ـ وهو نبيُّ
الأُمَّة وحامل الرسالة ، وجامع الحَقّ وأبو صبيان كلِّ الجزيرة ـ مُستحقَّاً كلَّ
هذا الهَمِّ والنَكد ، وهذا هو عِقاب الجاحدين الكافرين؟!!!
يا للحوار! الآن يدور بين الحسين الرازح
تحت مثل هذا الثقل مِن المُعاناة ، وبين أبيه علي المُصغي إليه بكلِّ شغاف روحه.
وسأل الحسين :
الحسين
: ـ أبي ، إنِّي لا أزال أبحث مع نفسي ، ولكنَّني
بحاجةٍ إليك حتَّى تشرح لي : كيف أوصل أبو بكر الخلافة إلى عمر؟!
علي
: ـ لم تصل الخلافة إلى أبي بكر إلاَّ عن
طريق عمر ، بتفاهُمٍ ضمنيٍّ عند عمر ، معناه : إذا صحَّت التجربة فأبو بكر هو
الخليفة أوَّلاً ، ثمَّ يردُّها إليه إذ يشعر بدنوِّ الأجل ، وهكذا صحَّت
المُحاولة ، وها هو عمر خليفة بدل أبيك ، وبعد جَدِّك على المسلمين.
الحسين
: ـ واضح ذلك ، ولكنْ لو لم تصحَّ التجربة؟
علي
: ـ لكانوا اعتمدوا عِدَّة طُرق سواها ، يوفُّر
نجاح كلِّ واحدة منها شرط واحد ، وهو إبعاد أهل البيت عن خلافة ربِّ البيت!!!
الحسين
: ـ ومَن هُمْ القبائل الذين يؤازرون عمر؟
علي
: ـ لا قبائل يوآزرون عمر ، بلْ القبليَّة
هي التي آزرته
الحسين
: ـ ومَن هُمْ القبائل؟ وما تكون نسبة
القبليَّة إليهم؟
علي
: ـ القبائل هُمْ نحن ، إنَّهم العرب ، إنَّهم
الجزيرة ، إنَّهم الأُمَّة ، الأُمَّة الكريمة في تراثها المُتجسِّد بجَدِّك
العظيم ، إنَّهم التاريخ البعيد فوق الأرض المُتمدِّدة بالحياة إلى كلِّ هذه
الأصقاع التي لا نَزال ـ كما كنَّا ـ نتحرَّك في كلِّ سهولها وجبالها ، وواحاتها
ومَفاوزها ... ونبني فيها زرعنا وضرعنا ، ونخيلنا وكُرومنا ، وبساتين الخير وحصاد
العافية ، إنَّهم الأُمَّة فوق
نام کتاب : الإمام الحسين في حلّة البرفير نویسنده : سليمان كتّاني جلد : 1 صفحه : 94