نام کتاب : الإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : العذاري، السيد سعيد كاظم جلد : 1 صفحه : 93
انحرافاته عن المنهج
الإسلامي في أفكاره وممارساته. فقد قام خطيباً عليهالسلام
ـ ومعاوية جالس ـ فقال : « أيّها الناس إنّ معاوية بن صخر زعم : إنّي رأيته
للخلافة أهلاً ، ولم أر نفسي لها أهلاً ، فكذب معاوية ، وأيم الله لأنا
أولى
بالناس في كتاب الله وعلى لسان رسول الله صلىاللهعليهوآله
، غير إنّا لم نزل أهل البيت مخيفين مظلومين مضطهدين منذ قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله
فالله بيننا وبين من ظلمنا حقّنا » [١]. وفي هذا الخطاب بيّن الإمام عليهالسلام
إحدى الحقائق الأساسية ، وهي تقمّص معاوية ومن بسط يده من نيل ذلك للخلافة زوراً ، مع تكذيب مدعياته ، وأكّد على إمامة أهل البيت عليهمالسلام
ونفي الشرعية عن حكم معاوية فلم يخاطبه إلاّ باسمه. وقال عليهالسلام ذات يوم لمعاوية : « أما الخليفة فمن سار بسيرة رسول الله صلىاللهعليهوآله وعمل بطاعة الله عزّوجلّ ، ليس الخليفة من سار بالجور وعطّل السنن واتخذ الدنيا أمّاً وأباً ، ولكن
ذلك أمرَ ملْكٍ أصابَ مَلِكاً ، فتمتع به قليلاً ، وكان قد انقطع عنه وضم لذته ، وبقيت
عليه تبعته ، وكان كما قال الله تبارك وتعالى : (وَإِنْ
أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ)[٢]
، وأومأ بيده إلى معاوية ، ثم قام عليهالسلام
فانصرف » [٣].
فقد استثمر الإمام عليهالسلام الفرصة
المتاحة له
في مواجهة ممارسات معاوية الخاطئة ، وكشفها أمام الملأ من أتباعه وأتباع
معاوية ؛ ووضّح من خلال ذلك الكثير من المفاهيم والقيم الإسلامية السليمة
لكي لا يقوى معاوية على طمسها أو تزييف مداليلها ، فقد ميّز عليهالسلام
بين منهجين سياسيين منهج الحق الذي يتبناه أهل البيت عليهمالسلام
، ومنهج الباطل الذي اتبعه بنو أمية ومن وافقهم.
المبحث
الثالث / الإمام الحسن عليهالسلام من الصلح حتى
الشهادة
أخرج الحافظ ابن عقدة أنّ الحسن بن علي عليهماالسلام لمّا أجمع على صلح
معاوية