responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : العذاري، السيد سعيد كاظم    جلد : 1  صفحه : 52

 « أحيي قلبك بالموعظة وأمته بالزهادة وقوِّه باليقين ، ونوّره بالحكمة.

وأعرض عليه أخبار الماضين ، وذكّره بما أصاب من كان قبلك من الأولين ، وسر في ديارهم وآثارهم ، فانظر فيما فعلوا وعمّا انتقلوا ، وأين حلّوا ونزلوا. وأمر بالمعروف تكن من أهله ، وأنكر المنكر بيدك ولسانك ، وباين من فعله بجهدك. وجاهد في الله حقّ جهاده ، ولا تأخذك في الله لومة لائم. واخلص في المسألة لربّك ، فإنّ بيده العطاء والحرمان. واعلم أنّه لا خير في علمٍ لا ينفع ، ولا ينتفع بعلمٍ لا يحقّ تعلّمه. يا بني اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك ، فاحبب لغيرك ما تحب لنفسك ، واكره له ما تكره لها ، ولا تظلم كما لا تحبُّ أن تظلم. قارن أهل الخير تكن منهم ، وباين أهل الشر تبن عنهم. والعقل حفظ التجارب ، وخير ما جرَّبت ما وعظك. إذا تغيّر السلطان تغيّر الزمان. سل عن الرفيق قبل الطريق ، وعن الجار قبل الدّار. واكرم عشيرتك؛ فانهم جناحك الذي به تطير ، وأصلك الذي إليه تصير ، ويدك الّتي بها تصول » [١].

آخر وصايا أمير المؤمنين للحسنين عليهما‌السلام :

أخذ أمير المؤمنين عليه‌السلام يوصي ولديه الحسن والحسين عليهما‌السلام ويرسم لهما وللمسلمين المنهج السليم في العلاقة مع الله ومع المجتمع ، وكانت هذه آخر الوصايا ، فقد صدرت منه في أيام جرحه وقبل شهادته ، ومما جاء فيها :  « أوصيكما بتقوى الله ، وألا تبغيا الدّنيا وإنّ بغتكما ، ولا تأسفا على شيء منها زوي عنكما ، وقولا بالحقّ ، واعملا للأجر. وكونا للظالم خصماً ، وللمظلوم عوناً. أوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي ، بتقوى الله ، ونظم أمركم ، وصلاح ذات بينكم ، فإنّي سمعت جدّكما صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : صلاح ذات البين أفضل من عامّة الصّلاة والصّيام. الله الله في الأيتام ، فلا تغبّوا [٢] أفواههم ، ولا يضيعوا بحضرتكم. والله الله في جيرانكم ، فإنّهم وصيّة نبيّكم ، مازال يوصي بهم حتّى ظننّا أنّه سيورّثهم. والله الله


[١] نهج البلاغة : ٣٩١ ـ ٤٠٥ / ٣١.

[٢] لا تغبّوا : أي تقطعوا الطعام عنهم.

نام کتاب : الإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : العذاري، السيد سعيد كاظم    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست