نام کتاب : الإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : العذاري، السيد سعيد كاظم جلد : 1 صفحه : 43
خافوك عليه ؛ واهرب
منهم بما خفتهم عليه ، فما أحوجهم إلى ما منعتهم ، وما أغناك عمّا منعوك ». وتكلّم عقيل ثمّ تكلّم الحسن عليهالسلام
، فقال : « يا عمّاه ؛ لولا أنّه لا ينبغي للمودّع أن يسكت ، وللمشيّع أن
ينصرف ، لقصر الكلام وإن طال الأسف ؛ وقد أتى القوم إليك ما ترى ؛ فضع عنك
الدنيا بتذكّر فراغها ، وشدّة ما اشتدّ منها برجاء ما
بعدها ، واصبر حتى تلقى نبيّك صلىاللهعليهوآله
وهو عنك راضٍ » [١].
وفي هذا الحديث الموجز عبّر الإمام
الحسن عليهالسلام
عن عدّة مفاهيم وقيم عقائدية واجتماعية وسياسية ، فقد أكّد على التوجّه إلى
الآخرة وتذكّرها ، وحديثه دعوى للمعارضين الذين يجدون السبل قد انقطعت بهم
فلا مجال للاستمرار بالمعارضة مع الإجراءات القاسية التي تبعد الإنسان عن
ساحة المواجهة ؛ فهو دعوة إلى استشعار ضيق الدنيا والتعالي على شدائدها
التي لا تتّسع لشيء من أماني النفوس التوّاقة للإصلاح والتغيير. وفي حديثه عليهالسلام
حثٌّ على الصبر وتحمّل الأذى والعذاب ، والغربة والاغتراب والوحدة في سبيل
الله ، ولاستشعار التسديد الإلهي للصابرين وتأييده لهم ؛ فلا يدعهم لوحدهم
ولا يتركهم لطاقتهم المحدودة إنّما يمدّهم حين تنقطع بهم السبل ، ويجدّد
عزيمتهم حين تتوالى عليهم المحن والشدائد. وحديثه عليهالسلام
دعوة إلى المفاضلة الكاملة الشاملة والتميّز الدقيق لمنهجين مختلفين ؛ منهج
الحقّ ومنهج الباطل ، وهو إشارة إلى بطلان سياسة الحكومة برئيسها وأجهزتها
التنفيذية وابتعادها عن منهج رسول الله صلىاللهعليهوآله
، وهو تعبير عن رفض للواقع القائم وللحكومة القائمة التي لا تحضى برضا رسول الله صلىاللهعليهوآله
لأنّها مخالفة لمنهجه وسيرته في الحياة الإنسانية.
موقف
الإمام الحسن عليهالسلام من حصار عثمان :
انتهت سياسة عثمان بن عفان إلى خلق جو
من المعارضة السياسية