نام کتاب : الإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : العذاري، السيد سعيد كاظم جلد : 1 صفحه : 42
تحدّي
الإمام الحسن عليهالسلام عثمانَ في توديع
أبي ذر :
كان أبو ذر الغفاري رضياللهعنه من جملة الصحابة
الذين نقموا على عثمان بن عفان موبقاته الكثيرة التي حصلت في زمان سلطته ، ولهذا نفاه عثمانُ إلى الشام [١].
ولمّا وصل إلى الشام عارض سياسة معاوية ، وكان يقول : « والله لقد حدثت أعمال ما أعرفها ، والله ما هي في كتاب الله ولا سنّة نبيّه صلىاللهعليهوآله
، والله إنّي لأرى حقّاً يطفأ وباطلاً يحيا ، وصادقاً مكذَّباً ، وأثرةً بغير تقى ، وصالحا مستأثراً عليه » [٢].
وكتب معاوية إلى عثمان : « إنّك قد أفسدت الشام على نفسك بأبي ذر ». فكتب
إليه : « أن احمله على قتب بغير وطاء » ، فقدم به إلى المدينة وقد ذهب لحم
فخذيه ، ولم يقم في المدينة إلاّ أيّاماً حتى أرسل إليه عثمان : « والله
لتخرجنّ منها » ، قال أبو
ذر : « أتخرجني من حرم رسول الله ؟ » ، قال : «
نعم ، وأنفك راغم ». فنفاه إلى الربذة ولم يستجب إلى طلبه في نفيه إلى مكة
أو البصرة أو الكوفة وقال له : « إلى الربذة التي خرجت منها حتى تموت بها »
[٣].
ولمّا أُخرج أبو ذر إلى الربذة أمر عثمان فنودي في الناس إلاّ يكلّم أحد
أبا ذر ولا يشيّعه ، فتحاماه الناس سوى أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي
طالب عليهالسلام
وعقيل أخيه والحسنين عليهماالسلام
وعمّار ، فخرجوا يشيّعونه ، فجعل الحسن عليهالسلام
يكلّم أبا ذر ، فقال له مروان ( الخبيث ) : إيها يا حسن ! ألا تعلم أنّ
عثمانَ قد نهى عن كلام هذا الرجل ! فإن كنت لا تعلم فاعلم ذلك [٤]
ولكن الإمام الحسن عليهالسلام
لم يعر لمروان الخبيث اهتماماً.
وفي وداعه قال له الإمام علي عليهالسلام : « يا أبا ذر إنّك
غضبت لله فارج من غضبت له ، إنّ القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك ، فاترك في أيديهم ما